
مع اقتراب عام 2026، تتزايد الدعوات الطبية إلى إعادة النظر في مفهوم صحة الفم، باعتبارها عنصرًا جوهريًا لا ينفصل عن منظومة الصحة العامة وجودة الحياة اليومية.
فالعناية بالأسنان واللثة لم تعد مجرد إجراء تجميلي أو روتينًا ثانويًا، بل أصبحت مؤشرًا مباشرًا على سلامة الجسم ككل، وأحد العوامل المؤثرة في الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية للفرد.
ويؤكد أطباء الأسنان أن الفم هو البوابة الأولى للجسم، وأي خلل في صحته قد ينعكس على القدرة على الأكل والنطق والتواصل بثقة، فضلًا عن ارتباط أمراض الفم واللثة بعدد من المشكلات الصحية المزمنة، مثل أمراض القلب واضطرابات الجهاز الهضمي، وفق ما أثبتته دراسات علمية متعددة خلال السنوات الأخيرة.
وفي هذا السياق، شدد الدكتور سالم مبارك، الاختصاصي في جراحة وتجميل الأسنان، على أن بداية أي عام جديد تمثل فرصة مثالية لتأسيس بروتوكول فعّال للعناية بصحة الفم، يقوم على الالتزام اليومي بتنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة والمعجون المناسبين، إلى جانب الاعتماد على التقنيات الحديثة مثل أجهزة تنظيف ما بين الأسنان بالماء، التي تؤدي دورًا مكملًا لخيط الأسنان وتساعد في إزالة البكتيريا وبقايا الطعام من المناطق العميقة.
وأوضح أن النظام الغذائي يلعب دورًا محوريًا في صحة الفم، سواء بشكل مباشر من خلال تناول السكريات والكربوهيدرات التي ترفع نسبة الأحماض في الفم وتسرّع من تسوس الأسنان، أو بشكل غير مباشر عبر العادات الغذائية الخاطئة التي تؤدي إلى ارتجاع أحماض المعدة، ما يتسبب في تآكل مينا الأسنان مع مرور الوقت.
وحول مشكلة رائحة الفم الكريهة، أشار إلى أنها غالبًا ما تكون مؤشرًا لوجود تسوسات غير مكتشفة أو التهابات لثوية مزمنة، مؤكدًا أن الزيارات الدورية لطبيب الأسنان تتيح الكشف المبكر عن هذه المشكلات وعلاجها قبل تفاقمها، بما يحافظ على صحة الفم ويعزز الثقة بالنفس.
كما لفت إلى أن نزيف اللثة من العلامات الشائعة التي لا يجب تجاهلها، إذ يرتبط في كثير من الأحيان بتراكم الجير والبكتيريا أو جفاف الفم الناتج عن التنفس الفموي، موضحًا أن العلاج الصحيح يبدأ بتشخيص دقيق للحالة، لأن إهمال نزيف اللثة قد يؤدي في مراحل متقدمة إلى فقدان الأسنان.
وفيما يتعلق بتبييض الأسنان، أكد الدكتور سالم مبارك أن تقنيات الليزر الحديثة تُعد من أكثر الوسائل أمانًا وفاعلية حاليًا، لما توفره من نتائج سريعة مع تقليل الآثار الجانبية، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية الالتزام بنمط حياة يقلل من استهلاك المشروبات والأطعمة المسببة للتصبغات للحفاظ على النتائج لأطول فترة ممكنة.
واختتم حديثه بالتنبيه إلى خطورة ذوبان عظم اللثة، موضحًا أن أبرز علاماته تتمثل في تراجع اللثة وزيادة الفراغات بين الأسنان، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ بالنظافة الجيدة واستخدام خيط الأسنان، فيما تتوافر حلول علاجية وجراحية يمكن أن تعالج نسبة كبيرة من الحالات إذا تم التدخل في الوقت المناسب.





