

في إحدى محطات حياتها الفنية، روت الفنانة الكبيرة شادية موقفًا غريبًا كشف عن جانب إنساني عميق في شخصيتها، ورفضها استغلال الشهرة في الحصول على مكاسب مادية أو عاطفية. تقول شادية إنها تلقت يومًا رسالة قادمة من بيروت، كتبها شاب قال إنه مغرم بها منذ أن شاهدها لأول مرة على شاشة السينما في أحد أفلامها الأولى. لم تكن الرسالة مجرد كلمات إعجاب، بل جاءت محمّلة بعرض زواج صريح، ومصحوبة بعدد من الليرات اللبنانية.
الشاب أشار في رسالته إلى أنه على وشك أن يرث ثروة كبيرة، لأن والده في فراش الموت، وأنه حين يحصل على الميراث سيكون قادرًا على الزواج منها، طالبًا منها أن تبدي رأيها في هذا العرض عبر مكالمة هاتفية، ووضع داخل الرسالة أجرة الاتصال التليفوني، وكأنه يضمن ردها مهما كان محتواه.
شادية لم تُخف انزعاجها من جرأة هذا الشاب، لكنها قالت إن أكثر ما أغضبها ليس مجرد عرضه، بل قسوته التي تجلت في تعجل وفاة والده المحتضر ليحصل على المال ويتزوجها. عبّرت عن استيائها من أن يتحول الحب إلى صفقة، والمشاعر إلى حسابات بنكية، وحتى المكالمة لم يتركها للقدر، بل دفع ثمنها مسبقًا.
وبرغم غضبها، قررت أن تتصل بالرقم المدون في الرسالة، ليس لتناقش أو تجادل، بل لتقول كلمتها الحاسمة. وما إن رد على الهاتف، حتى قالت له كلمة واحدة فقط: “لا”، ثم وضعت السماعة وأنهت المكالمة.
بهذا الموقف، أثبتت شادية أنها لم تكن مجرد نجمة شاشة، بل كانت امرأة تملك كبرياءً حقيقيًا، ومبادئ لا تهزها أضواء السينما ولا رسائل المعجبين المدفوعة بالليرات.


