
ضرب زلزال بلغت شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر، فجر اليوم الأربعاء، جزيرة بابوا الواقعة شرق إندونيسيا، ما أثار حالة من القلق بين السكان المحليين. وأعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أن مركز الزلزال وقع على بعد حوالي 135 كيلومترًا شمال شرق مدينة توال، وعلى عمق 10 كيلومترات تحت سطح الأرض.
ورغم قوة الزلزال، لم ترد حتى الآن أي تقارير رسمية عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية في المنطقة. كما لم تصدر السلطات المحلية أي تحذيرات عاجلة لسكان الجزيرة، لكن فرق الطوارئ تواصل متابعة الوضع بشكل دقيق لضمان سلامة الأهالي ومراقبة أي تأثيرات محتملة.
يُعد هذا الزلزال جزءًا من النشاط الزلزالي المتكرر في إندونيسيا، التي تقع على ما يُعرف بحزام المحيط الهادئ أو “حلقة النار”. ويشتهر هذا الحزام بكونه منطقة التقاء الصفائح التكتونية، حيث تتحرك الصفائح الأوراسية والهندوأسترالية والباسيفيكية، ما يسبب حدوث زلازل متكررة ونشاطات بركانية قوية على مدار العام.
وتشهد إندونيسيا زلازل بمختلف درجات القوة بشكل دوري، خصوصًا في جزر بابوا وسولاويزي وجاوة، إضافة إلى مناطق سومطرة وبالي. وتسبب هذه الزلازل أحيانًا أضرارًا مادية جسيمة، وتؤدي في بعض الحالات إلى وقوع ضحايا، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان أو التي تفتقر للبنية التحتية المقاومة للزلازل.
وسلطت وسائل الإعلام المحلية الضوء على حالة الهدوء النسبي التي سادت بعد الهزة الأخيرة، حيث استعاد السكان نشاطهم الطبيعي بسرعة، مع متابعة مستمرة من قبل فرق الدفاع المدني والسلطات المحلية لتقييم الأضرار والتأكد من جاهزية الملاجئ وخطط الإخلاء في حال حدوث أي هزة تابعة.
ويؤكد خبراء الزلازل أن العمق الضحل للزلازل، كما في حالة هذا الزلزال (10 كيلومترات)، يزيد من الإحساس بالهزة على سطح الأرض، لكنه لا يعني بالضرورة حدوث دمار كبير، خاصة إذا كانت البنية التحتية في المنطقة قوية. كما ينصح العلماء السكان باتباع إجراءات السلامة العامة أثناء وبعد الزلازل، مثل الابتعاد عن المباني المتصدعة، وعدم استخدام المصاعد، والتجمع في الأماكن المفتوحة.
وتبقى إندونيسيا واحدة من أكثر الدول نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا في العالم، مما يفرض على السلطات المحلية والدولية مراقبة مستمرة وتطوير خطط للطوارئ والاستجابة السريعة لأي كوارث محتملة، في ظل الاعتماد على نظم الإنذار المبكر والتدريب المستمر للفرق المحلية.




