
العديد من حالات الانتحار التى وقعت خلال الفترة الماضية في العديد من محافظات الجمهورية، حتى أصبح الانتحار ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع.
انتحار فتاة
ومن آخر وقائع هذه الظاهرة عندما أقدمت إحدى الفتيات على الانتحار قفزًا من الطابق الخامس، وذلك بعد توبيخ والدها لها لكي تُساعد والدتها في المنزل فلم تُطيق حديث والدها لها فأقدمت على الانتحار من داخل شُرفة الشقة بمركز الصف بمحافظة الجيزة.
تفاصيل الواقعة
البداية بتلقي العقيد تامر صالح مفتش مباحث مركزي شرطة الصف وأطفيح بمديرية أمن الجيزة، إخطاراً من المقدم محمد العشري رئيس مباحث مركز شرطة الصف يفيد بتلقيه إشارة من غرفة عمليات النجدة بسقوط فتاة من علو بدائرة المركز.
بلاغ من الأهالي
كان اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تلقى إخطارا من المقدم محمد العشري رئيس مباحث مركز شرطة الصف يفيد بتلقيه بلاغا من الأهالى بسقوط فتاة من علو بدائرة المركز، وانتقل رجال المباحث لمكان الواقعة
كسور وكدمات
وبالفحص تبين العثور على جثة فتاة في العقد الثاني من عمرها أثر إصابته بكسور وكدمات متفرقة بجسدها، وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وبسؤال أسرة الفتاة أقروا بأقدامها على الانتحار بالقفز من شرفة الشقة بالطابق الخامس.
تحريات المباحث
وبإجراء التحريات تبين صحة أقوال أسرة الفتاة ولا توجد شبهة جنائية في الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
كشفت تحقيقات رجال مباحث الجيزة تفاصيل سقوط فتاة من الطابق الخامس بأحد العقارات في أطفيح، وتبين أن الفتاة أنهت حياتها قفزا بسبب أزمة نفسية لتوبيخ والدها لها لعدم مساعدة والدتها في إعداد طعام الإفطار ولا شبهة جنائية في الواقعة.
وأكدت التحريات أن الفتاة طالبة، 16 سنة، في المرحلة الثانوية، وأنهت حياتها قفزا من شرفة شقة أسرتها، بسبب مرورها بأزمة نفسية، بعد مشاجرة نشبت بينها وبين أسرتها.
أزمة نفسية
وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة فتاة في منتصف العقد الثاني وسط بركة دماء وبها آثار كسور، وبعمل التحريات وسؤال أهلية المتوفاة أفادوا بأقدامها علي إنهاء حياتها قفزا من شرفة الشقة محل سكنها بالطابق الخامس لمرورها بازمة نفسية عقب توبيخ والدها لها لعدم مساعدة والدتها في إعداد طعام الافطار ولم يتهموا أحد بالتسبب في ذلك ونفوا وجود شبهة جنائية في الواقعة وهو ما أكدته تحريات المباحث وتقرير مفتش الصحة المبدائي، وجري نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة والعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
دفن الجثة
وأمرت نيابة الصف بالتصريح بدفن جثة فتاة القت بنفسها من الطابق الخامس وكلفت المباحث الجنائية بسرعة اجراء التحريات
النيابة العامة
أمرت نيابة الصف باستدعاء أهل فتاة ألقت بنفسها من الطابق الخامس مما أسفر عن مصرعها للاستماع لأقوالهم.
تحذير الأزهر من الانتحار
وحذر الأزهر الشريف في وقت سابق من الانتحار مهما تراكمت الهموم والأحزان.
وقال منشور الأزهر: «مهما تراكمَت الشدائد على نفسك، وتراكمت الظلماءُ في طرقك، وشعرت بضيقٍ شديدٍ، وأحسست بأن اليأس تملكك ويأكل بقايا الأمل في روحك؛ أَبشر بفرج الله إليك».
وقال الأزهر الشريف: «احذر من اليأس، فاليأس والقنوط استصغارٌ لسعة رحمة الله عز وجل ومغفرته، وذلك ذنب عظيم، وتضييق لفضاء جوده».
مجلس النواب
وتقدم النائب أحمد مهني، عضو مجلس النواب، باقتراح بقانون بشأن تجريم جريمة الانتحار والشروع فيه، مضيفا أن القانون المصرى لا يجرم الانتحار أو الشروع فيه، وإنما يجرم التحريض على الانتحار باعتباره من فعلا يبث روح التشاؤم والانهزام في نفوس المصريين، كما أنه يحسن ويبسط فكرة الانتحار أو الموت وكأنها أمر بسيط يحق لأي شخص بكل بساطة أن يفكر في الموت أو الانتحار، وهو ما يكون معاقبا عليه قانونًا طبقا لنص المادة 177 من قانون العقوبات، لقيام المحرض بتحسين أمر يعد جناية في القانون، وهو التحريض على الانتحار.
ترويج الانتحار
قالت الدكتورة سهير عبد المنعم، مستشار بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن هناك فراغ تشريعي، بشأن الانتحار بصفة عامة، لافتة إلى أنه لا يوجد تجريم للتحريض على الانتحار أو المساعدة على تنفيذه أو الترويج للأفكار الانتحارية؛ أو الإلزام بالعلاج والتأهيل لمن يشرع في الانتحار على غرار العديد من التشريعات العربية والأجنبية.
وأضافت عبد المنعم ، أن استخـدام الشنق والقفز من أعلى، تصدر وسائل الانتحار، يليهم استخدام السموم، وذلك وفق إحصاءات الانتحار خلال هذه الفترة من (۲۰۰۱ – ٢۰۱۸)؛ وفق دراسة ميدانية تم إجراؤها بإحدى القرى بمحافظة الجيزة، التى عانت من الانتحار ومحاولة انتحار عدد من شبابها؛ حيث كان الشنق هو الوسيلة التي استخدمتها حالات الانتحار والشروع بالقرية؛ في حين تمت وفاة فتاتين بتناول السموم من خلال «مبيدات أقراص الغلة».
ولفتت إلى أن المبيدات كانت من أكثر السموم التي تم تناولها في محاولة الانتحار بين عامی (۲۰۱۷ – ۲۰۱۹)؛ يليهـا عقاقيـر الجهـاز الهضمي والكحوليات ثم المواد الكاوية بمحافظات «الإسكندرية ، البحيرة ، كفر الشيخ ،مطروح» ؛ كما تمت وفاة أكثر من نصف من حاولوا الانتحار بمحافظة البحيرة عام ٢٠١٨ وهو ما يرجع إلى استخدام مبيدات قاتلة “أقراص الغلة”، كما كان من نصيب تلك المحافظة نسبة 83٪ من حالات الانتحار والشروع في الانتحار في تلك المحافظات عام ٢٠١٩ بتناول المبيدات ذاتها وهو ما يرجع إلى سهولة الحصول عليها.