دائما ما تكون مصر هي حلقة الوصل …. فقد تكون حلقة الوصل بين الشرق الاسطوري و الغرب المتقدم فيصيبها عطر الماضي مع حداثة التقدم، كما هي النقطة ىالواصلة بين الشمال لاسيوي الاوروبي و الجنوب الافريقي الاستوائي، بين البحر الاحمر والمتوسط بين الزراعة و الصحاري، فلا عجب عن ما قاله هيردوت مصر هبة النيل ولولا النيل ما كانت مصر خضراء.
وها هي من جديد مصر حلقة الوصل بين اهم واخطر ابتكار وتحول في تاريخ كوكب الارض وهو تحول الانسان القديم من الصيد والمطاردة للحيوان الي تربيته و استإناسه، لم يتم الاستدلال علي ذلك من خلال البقايا العظمية فقط بل سجل مصري ما قبل التاريخ ذلك علي جدران الكهوف التي سكنها، ومن اهم الكهوف في العالم التي لازالت محتفظة بالرسومات كهف السباحين (كهف الوحوش) ولانه يوجد في وادي صورة فقد سمي ايضا بكهف وادي صورة2، وسمي علي اسم مكتشفينه (كهف المستكاوي، وكهف فودجيني).
فكما نعلق صور لحياتنا اليومية علي الشاطئ و في الاجتماعات الاسرية و مع الاصدقاء قام هو ايضا بتصوير حياته اليومية وهو يسبح وهو يرعي قطعانه وهو يصلي او يقوم بطقوس دينية، وهو يحتفل و يرقص علي جدران الكهف الذي يعد منزله، ولكن والعجيب مصري ما قبل التاريخ صور وحشا بدون رأس يتعبدون اليه، وذلك قد يكون لانه صور هذا الوحش من الخلف او قد يكون طقس ديني ليس هناك ما يشير الي السبب!
في منطقة وادي صورة في الجانب الغربي من هضبة الجلف الكبير جنوب غرب مصر، ويعتبر الكهف أكبر كهوف المنطقة إذ تبلغ مساحته حوالي 17م في إرتفاع حوالي 7م في منطقة صحراوية جافة، وجد بشكل طبيعي في احد حافات هضبة الجلف الكبير من الحجر الجيري، تم اكتشافه في عام 2002، وهو من ضمن سلسلة اكتشافات وادي صورة والتي تضم حوالي 8000 فن تصويري سجل فيه مصري ما قبل التاريخ حياته، ويحكي لنا هذا المصري انه من حوال من 6000 لي 7000 سنة قبل الميلاد كان يعيش في كهف من الحجر الجيري والتي كانت تعد مأوي له قد تشكل هذا الكهف قبل مجيئه بفترة غير معلومة، ويحكي ايضا لنا عن المناخ القديم فيقول في الصور انه كان هذا الركن الشرقي من اقليم الصحارة وهو اقيلم مناخي (يشمل بلاد شمل افريقيا من موريتانيا وحتي مصر و السودان) شديد الجفاف نادر الامطار شديد القسوة، يستحيل فيه الحياة سواء النباتية او الحيوانية كان يعد من اقيلم حشائش السفانا التي تنمو في الاقليم الرطبة ذات الامطار الموسمية، وقد صور مصري ما قبل التاريخ نفسه يعيش في قبائل بشرية يحترف الصيد والجمع و الالتقاط وتطور الي الرعي ثم بلغ من الرقي ان يصنع الاواني الفخارية ياكل فيها و يشرب فيها، وصور ما كان يراه من حيوانات مثل الزراف، والنعام والغزلان، كما قام بتربية الغنم و الماعز.
استخدم اللون الاخمر في رسم الاجساد البشرية و التي تكررت في اوضاع مختلفة، وايضا اللون الاصفر الذي ظهر في الزخرفة و التلوين، كما استخدم اللون الابيض (الكاولين).
الرسومات في الكهف تحمل طابعين في الجزء الشمالي من الكهف نجد صفوف من الرسوم لرجال بمختلف الاحجام وقد تعرض اجزاء منها للتلف نتيجة القدم، ولكن الجزء الجنوبي الاغرب و الاكثر اسطورية، فقد نمذج مجموعة من الرجال في حالة حركة متجهين الي وحشا دون رأس، وهو نقشا كبيرا وهذا المعبود ذا جسد ضخم بدون راس، ورسوم للوحش ولكن برأس صغيرة، والي الاسفل من تلك الصورة نجدهم قد صوروا رجالا تسبح.
وايضا صور من قطعان الماشية المستأنسة، ومن المثير للتعجب وجود صور لحيوانات برية مثل قطعان من الزراف يقودها انسان، وجميعها لونت بالاحمر، ووجد ايضا قطيع من الغزلان البري يجري قد لون باللون الاحمرو الابيض، وفي الوسط من الكهف يوجد كفوف ملونة بالاحمر في اسفل جزء بالحائط فيعلوها رسومات الحيوانات.
علي اليمين من مدخل كهف السباحين يوجد كهف اسمه كهف الرماه وقد وجود صور توضح رجالا طوال البنية، يمسكون بالاقواس وساحبين الوتر و يسددون علي شيء ما، وهذا الي جوار مجموعة من رسومات الابقار
المراجع
- Kuper, R (ed.) ، Wadi Sura–The Cave of Beasts
- Nabil Sayed Embabi, the geomorphology of Egypt