توب ستوريفن

رشدي أباظة.. من زجاجة الخمر إلى موعظة التوبة في كواليس “العمر لحظة”

في مشهد بدا أقرب إلى لقطة سينمائية حقيقية لا تحتاج إلى كاميرات، فوجئ كل من كان في مستشفى المعادي ذات يوم من أيام تصوير فيلم “العمر لحظة”، بالنجم رشدي أباظة يتحول من عاشق للخمور إلى واعظ يحذر من أضرارها.

 

زيارة عابرة تحولت إلى موعظة

 

كان رشدي أباظة يصور أحد مشاهده في المستشفى ضمن فيلمه الشهير مع الفنانة ماجدة، وخلال الاستراحة قرر أن يتجول في المكان ليلقي التحية على المرضى، وأثناء جولته، صادف أحد أصدقائه من الأثرياء العرب راقدًا على سرير المرض، فاقترب منه بابتسامته المعهودة وسأله عن حاله لكن الرجل اكتفى بابتسامة باهتة ووجه محمر من الحرج.

 

الحقيقة الصادمة

 

تدخل أحد أصدقاء المريض وقال لرشدي بصوت خافت: “هو مصاب بالتهاب في الكبد بسبب الإفراط في شرب الخمر”. هنا تغير وجه رشدي أباظة تمامًا، وجلس إلى جواره ليحدثه بصدق نادر عن مخاطر الخمور وتأثيرها المدمر على الكبد والقلب والعقل، تحدث كمن خبر التجربة، لا كواعظ تقليدي.

 

دهشة الحاضرين

 

المفاجأة كانت كبيرة لكل من سمعه، فالجميع يعرف أن “الدنجوان” لم يكن بعيدًا يومًا عن زجاجات الخمر في سهراته، كيف أصبح الآن من ينصح بالإقلاع عنها؟ ظلوا ينظرون إليه في دهشة، حتى أنهى رشدي حديثه قائلاً بثقة:

 

“أنا أقلعت عن الخمر من شهرين، ومش هقربها تاني”.

 

توبة حقيقية أم لحظة صدق؟

 

لم يكن أحد يتوقع أن يأتي هذا الاعتراف من فم رشدي أباظة، النجم المعروف بحبه للحياة والملذات، لكن يبدو أن المرض الذي ضرب صديقه أعاد إلى رشدي شيئًا من التأمل في معنى الصحة والعمر، فقرر أن يبدأ صفحة جديدة خالية من الكحول والإنهاك.

 

“العمر لحظة”.. ودرس في الحياة

 

المفارقة أن الفيلم الذي كان يصوره وقتها، “العمر لحظة”، كان يتناول فكرة الفقد والحياة والموت من منظور إنساني ووطني، وكأن القدر اختار أن يمنحه تجربة شخصية موازية للدراما التي يؤديها أمام الكاميرا.

 

هكذا، تحولت زيارة عمل قصيرة إلى لحظة صدق نادرة في حياة فتى الشاشة الذهبي، لحظة تجلي جعلت رشدي أباظة ولو مؤقتًا يرفع كأس الوعي فوق كأس الخمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى