
تنطلق من الأقصر اكثر الرحلات إثارة فتجذب المغامرين من كافة أنحاء العالم. تنتشر رحلات البالون فى دول كثيرة أغلبها دول ذات طابع سياحي كتركيا والأرجنتين ولندن ولكن فى مواسم محددة، ولكن فى مصر طوال العام الرحلات تعمل بسببما يلعبه الحتم الجغرافي و التاريخي هو ما يرجح كفة مصر ويزيد من إقبال المغامرين عليها، ففي مصر و خاصة فى مدينة الأقصر العريقة بمبانيها المهيبة فيلعب التاريخ وحتمه، أما الحتم الجغرافي وبعد الأقصر عن مصادر البحار أثرحيث ذلك الجفاف بعيدا عن الغيوم و إرتفاع سطح الارض وما ينتج عنه من صفاء ووضوح للرؤية أثر كبير فى المنظر العام من أعلي كأنك تسبح أو فى الة الزمن و تعود من بعيد لذلك الزمان حيث يتم بناء معبد حتشبسوت علي البر الغربي.
يعد البالون هو الرحلة الهوائية عبر البالون من البر الغربي علي إرتفاع 1500 قدم، فتستغرق من 30 دقيقة إلى 45 دقيقة حسب شركة الاسكا أحد شركات رحلات البالون كما يؤكد دوما رئيس مجلس ادارة البالون المنتخب و مدير ارض إقلاع البالون علي ان مصر تعد من اكثر الدول صرامة فى التفتيش علي البالون وضبط معايير السلامة الجوية، فهناك أيضا وحدة متكاملة بالاتصال موجودة داخل مطار البالون و أن مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى بها أرض موحدة لإقلاع بالون كل الشركات معا تحت إجراءات تفتيش يومية، كما أن سلطة الطيران المدنى تقوم بالتفتيش الدورى كل 6 أشهر على الشركات وتقوم بإجازة الطيارين والمهندسين المدربين للعمل فى مجال البالون، وذلك للحفاظ على تلك السياحة المميزة، التى بدأت العمل فى مصر منذ عام 1990 بشكل يومى وأوضح ان ما يوجد فى مصر و الأقصر هي رحلات البالون وليس المنطاد كما يشاع فالبالون يعتمد فى طيرانه على القاعدة الفيزيائية البسيطة التى مفادها أن الهواء الساخن لخفته النسبية يعلو فوق الهواء البارد الأكثر كثافة، وهى القاعدة المستنبطة من قوانين أرشميدس للطفو، فالهواء الساخن يرتفع لأعلى والهواء البارد يهبط لأسفل، والسبب فى ذلك هو أن الهواء الساخن يكون أقل كثافة من الهواء البارد والجاذبية لها قوة سحب أقل على الهواء الساخن من البارد، موضحاً أن رفع أحمال ثقيلة فى جو السماء يتطلب أحجاما هائلة من الهواء الساخن حيث إن الحجم الضخم، الذى تتميز به بالونات الهواء الساخن ولا يكفى تسخين الهواء داخل المنطاد إلا للإقلاع والتحليق قليلاً، أما لاستمرار الإرتفاع فيتطلب إعادة تسخين الهواء داخله ولهذا يوضع موقد أسفل غلاف البالون المفتوح حيث يشعل قائد البالون وقود البيوتان “مثل البوتاجاز المنزلى” لاستمرار الرحلة فى السماءلكن المنطاد هو سفينة هوائية تعتمد علي الغازات الخفيفة، و يتكون بالون الهواء الساخن يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية وهى “الشعلة أو الحارق Burner”، وهى التى تولد الحرارة اللازمة لرفع البالون، و”المغلف Envelop”، وهو الحقيبة الملونة المصنوعة من النايلون، التى تحوى الهواء اللازم لحمل البالون، و”السلة Basket”، وهى مكان ركوب الركاب، موضحاً أن غلاف البالون يصنع فى غالب الأحيان من شرائح مادة النايلون التى تتميز بخفتها وشدة تحملها وإرتفاع درجة انصهارها وانعدام نفاذيتها للهواء كما أن الجزء السفلى من الغلاف يكسى بمادة خاصة مقاومة للاحتراق لتفادى اشتعال البالون بأثر اللهب واستطرد عصام عبد العزيز، مدير مطار البالون بالأقصر، أن ركاب البالون يستقلون سلة من الخوص أو البامبو، والذى يتميز بخفة الوزن وشدة التحمل مع المرونة، حيث إن هذه المرونة لها أهمية خاصة أثناء الهبوط لأنها تؤدى إلى التخفيف من صدمة الارتطام بالأرض، والشعلة أو الحارق هو جهاز يستخدم لحرق الوقود وإخراج لهب بقوة تسخين كبيرة لتسخين الهواء داخل البالون ليحمله فى الهواء.
تبدأ رحلة البالون ببزوغ الفجر حيث تبدأ الشركات فى إرسال مناديبها لإحضار المهتمين عبر سيارات خاصة بها ثم يرتادون اللانشات للعبور إلى البر الغربي واثناء ذلك يتنأولون الافطار ويشرح الكابتن تعليمات السلامة ثم يكملون طريقهم بالسيارة حتي رصيف إقلاع (موقف البالون) ذلك الموقف الذي يتم فيه نفخ البالون و تجهيزه بمراقبة الارصاد الجوية والطيران المدني، أما الشريحة التي تلجأ إلى البالون الاقل فى السعر يتم بالاتفاق مع احد سائقي الحنطور بتوصيل إلى أحد ملاك تلك البالون وهذا ما يلجأ له الكثر من محبي تلك المغامرة التي تبدأ من القرنة بالقرب من معبد حتشبسوت الموجود فى البر الغربي أو المعبد الجنائزي لحتشبسوت (بالإنجليزية (Mortuary Temple of Hatshepsut ) فتكون الرحلة اشبه بالعوده إلى الأسرة الثامنة عشر المصرية ، فنري انه أحسن ما بقي من الابنية القديمة فقد بُني منذ نحو 3500 سنة فى الدير البحري بمصر. ويظهر لنا طيف الملكة حتشبسوت التي بنته على الضفة الغربية للنيل، ونري فى الأفق طيبة (عاصمة مصر القديمة ومقر عبادة آمون) (الأقصر اليوم). وبمشاهدة تفاصيل المعبد وتصميمه المعماري الخاص المنفرد بمقارنته بالمعابد المصرية التي كانت تبنى على الضفة الشرقية من النيل فى طيبة فيظهر يمينا من معبد منتوحوتب الثاني، ويوصل طريق الموكب بين معبد الوادي على النيل والمعبد الجنائزي لحتشبسوت ويبلغ طول طريق الموكب نحو 1 كيلومتر، ومعبد الوادي الذي يطل على النيل يواجه معبد أمون رع فى الكرنك على الواجهة الشرقية من النيل . وكان طريق الموكب فى الماضي طريق كباش ، وكانت تماثيل الكباش من الأحجار الرملية أتى بها المصريون القدماء من محجر السلسلة . ، ومع الإرتفاع عن الارض بالبالون يظهر هذا الصرح المُهيب فنري إرتفاع المعبد إلى ثلاثة طوابق متتابعة على شرفات مفتوحة فنري المهندس سننموت يلقي الاوامروهو الذي تولي تصميم معبد حتشبسوت وقد لقبته الملكة ب80 لقب لبراعته فى تصميم معبد مغاير تماما لتصميم المعابد المصرية القديمة التي كانت تتكون من صرح كبير (بوابة ضخمة) يتلوها بهو أعمدة ، ثم صرح أصغر ثم بهو أعمدة ، ثم صرح ثالث ثم بهو أعمدة ينتهي بالمحراب القدسي للإله. فقد إستبدل هنا الصرح بـ رواق وإستبدل بهو الأعمدة بشرفات تعلو بعضها البعض وتوصل بينها منصات منحدرة.
يوصل إلى المعبد طريق طويل يبلغ نحو الكيلومتر من الشرق ليلاقي البهو الكبير والرواق الأول الذي يتكون من صالة مزدوجة الأعمدة . وهذا الرواق مفتوح فى اتجاه الشرق ، وينتهي يمينه ويساره بتمثال كبير لحتشبسوت.
الجزء اليساري من الرواق (نحو الجنوب) علي جدرانه نقوش تبين عمليات انتاج مسلتين فى أسوان ونقلهما وتنصيبهما فى معبد الكرنك . والجزء اليميني من الرواق (نحو الشمال) عليه نقوش عن صيد الطيور والسمك .
يوصل منحدر بين الرواق الأول والرواق الثاني. الرواق الثاني يعلو الرواق الأول ويطل أيضا نحو الشرق . يتكون الجزء اليساري لهذا الرواق من بهو يسمى “بهو بنط” على جدرانه رسومات ونقوش عن بعثات حتشبسوت التجارية إلى بلاد بنط التي أجرتها فى السنة التاسعة من حكمها (عام 1459 قبل الميلاد) ، وأما الجزء اليميني فعليه نقوش تعبر عن مولد حتشبسوت كأبنة لـ أمون . ينتهي بهو بنط بمحراب هاتور وينتهي بهو الولادة الإلهية بمحراب أنوبيس.
على واجهة الرواق الثاني يوجد 26 تمثال لحتشبسوت فى هيئة أوزوريس ، بعضها فقط لا يزال برونقه . وكان على الجزء الجنوبي لحايط البهو كتبابات هيروغليفية من حتشبسوت ، ولكن غطيت فى عهد تحتمس الثالث برسومات ونقوش أخرى .
من وسط هذا البهو يؤدي إلى الغرفة المقدسة لآمون رع. البهو الوسطي على الشرفة الثانية يسمى “بهو الاحتفال” وتبين النقوش على جدرانه صورا للموكب من معبد الوادي إلى المعبد الجنائزي . على جدرانه توجد عدة محرابات كانت توجد بها تماثيل لحتشبسوت.
ينتهي بهو بنط برواق صغير يدخل إلى محراب هاتور . تنتهي قمم الأعمدة الوسطية برؤوس تمثل رأس هاتور. يؤدي هذا الرواق إلى مدخل إلى بهو أعمدة تدخل على المحراب . على الحائط اليميني توجد نقوش لهاتور تمثلها فى هيئة بقرة، كما توجد نقوش لموكب قدسي.
محراب هاتور
اما عن ذلك المحراب ينتهي بهو بنط برواق صغير يدخل إلى محراب هاتور. تنتهي قمم الأعمدة الوسطية برؤوس تمثل رأس هاتور. يؤدي هذا الرواق إلى مدخل إلى بهو أعمدة تدخل على المحراب . على الحائط اليميني توجد نقوش لهاتور تمثلها فى هيئة بقرة. كما توجد نقوش لموكب قدسي.
محراب أنوبيس.
يوجد محراب انوبيس عند نهاية الرواق الثاني إلى اليمين ويحوي الرواق علي أعمدة. والحائط على اليمين عليه نقوش تبين حتشبسوت ، ولكنها مكشوطة , ويوجد على الجزء الداخلي من الحاط اليميني رسومات تبين أوزوريس و رع حوراختي و نخت وحتشبوت . ويوجد على الحاط اليساري نقوشات تبين تقديم قرابين إلى أنوبيس .
على جهتي الرواق توجد زاويتين ، اليمينية منهما عليها رسم يبين تحتمس الثالث يقدم قرابين إلى سوكر . و هذا الرواق يؤدي إلى غرفة مستطيلة خالية.
مقدس الشمس
يتكون مقدس الشمس من بهو مفتوح وبه سلم يؤدي إلى مائدة قرابين عالية . ندخل إلى البهو من باب فى الطابق الثالث . جدران مقدس الشمس مزينة برحلة الشمس الليلية حيث يركب رع (الشمس) مركبا من وقت الغروب إلى وقت الشروق . أما باقي جدران الحجرة فليست مزينة.
محراب حتشبسوت و تحتمس الأول
يعد محراب حتشبسوت والمحراب الريئيس لآمون أكبر محاريب المعبد . يوجد على الحائظ المقابل لمدخل المحراب باب زائف من الجرانيت. وأما السقف فهو مشكل فى هيئة قبوة. وقد طمست معظم رسومات الحائط. ومن الباب المؤدي إلى محراب حتشبسوت يدخل باب إل محراب تحتمس الأول (والدها) ، وزينة المحراب ليست واضحة .
محراب أمون رع
عن طريق باب كبير من الجرانيت ندخل إل محراب آمون رع. توجد فى هذه الحجرة تمثالان لحتشيسوت مفقودي الرأس ، وكا من المفروض وجود تمثالين آخرين لها كما هو متفق عليه ولكنهما غير موجودان . ومن الباب الثاني الخلفي للحجرة ندخل إلى الحجرات الأخرى للمحراب . فى أيام حتشبسوت كان الموكب الآتي من معبد الوادي تنتهي عند محراب أمون رع .
يغطي الحجرة قبة لها أربعة تجويفات . وفوق كل من البابين توجد نافذة كان يدخل منهما ضوء الشمس داخل المقدس وتسقط على وجه تمثال أمون رع.
تتكون المزار الشمالي لأمون رع من حجرة صغيرة طولية الشكل ، ومرسوم على حائطها الخلفي أمون رع محتضنا تحتمس الثاني (كان تحتمس الثاني ملكا بعد وفاة أبيه تحتمس الأول ولكنه مات شابا ، لهذا اعتلت حتشبسوت الحكم لأن تحتمس الثالث -أخاها – كان لا يزال صغير السن وراعته حتى كبير ) . توجد عل الحوائط الجانبية مشاهد تقديم قرابين .
كذلك مزار أمون رع الواقع فى الجنوب ، فهو يتكون من حجرة مربعة ، ومزينة حوائطها بمشاهد تقديم قرابين.
ونميز صخر الحجر الجيري الذي بُني المعبد منه، و ويعلوا هؤلاء الطائرين أمام أعمدة الطابق الثاني وتماثيل من الحجر الجيري للإله أوزوريس وللملكة حتشبسوت فى توزيع جميل. فى الأصل كانت تلك التماثيل ملونة ، ولم يبقى من الألوان الآن إلا بعض الآثار ، وبعض التماثيل فى حالة جيدة تماما تدل على اناقة تصميم المعبد وجماله.
إلا ان ما يفوتهم من داخل معبد حتشبسوت الجدران وما عليها من رصد نقشي لبعثات بحرية أرسلتها الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت للتجارة واحضار البخور والمر من تلك البلاد ، فكان الفراعنة يقدمون البخور إلى آلهتهم ليحظوا برضاهم، وقد سجل العديد من فراعنة مصر ذلك فى لوحات على معابدهم وهم يقدمون القرابين والبخور إلى مختلف الآلهه، بالإضافة إلى البخور والمر فكانت بعثات حتشبسوت تنقل أيضا أخشاب وأشجارا وحيوانات نادرة لا توجد على أرض مصر ، وفراء النمور الذي كانت ترتديه طبقة معينة من كهانوت مصر، وعلم وقد يستطيع الزوار ان يتخيلوا فى البالون خط سير مراكب تلك البعثات عبر النيل، فهنا كان وادي الدير البحري مخصصا لعبادة هاتور و أمون رع ، بالإضافة إلى ذلك كانت به عبادة حورس و أنوبيس . ويرجع ذلك إلى الاسرة 11 حيث كان فرعون منتوحوتب الثاني أول من استغل تلك المنطقة لبناء مقابر ومعبد لنفسه ولزوجاته وللمقربين إليه من أهل البلاط . كان ذلك خلال الدولة المصرية الوسطى.
يأتي الشروق وبدأ الظلام فى أن يتلاشي وقد إكتمل البالون وتم نفخه بالهواء الساخن عبر الماكينات، فيقوم الكابتن بتقسم المجموعات حسب حجم البالون فهناك ما يتسع ل30 فرد و هناك المتوسط يتسع 20 فرد و الخاص يتسع لاربعة ليتمكن من ضبط وزن البالون.
يمر البالون فوق معبد الرامسيوم وهابو أمنحتب الثاني ومقابر وادي الملوك والملكات والنبلاء يقوم الكابتن خلال الرحلة بشرح المعالم، وتقوم المحلقين بالتقاط الصور المميزة،حيث تنشر الشمس اشعتها الذهبيبة علي المعابد و ينعكس اللون الاخضر علي الحقول و المزارعين فيها ويتلئلئ النيل بالاسفل مما يزيد من البهجة و الشعور بالفرح، قد تضطر الرياح الكابتن المسؤول عن الطيران باتخاذ اتجاه البر الشرقي، وفي هذة الحالة عليه أن يعبر من البر الغربي إلى البر الشرقي، وتكون تلك الرحلة الأكثر متعة وإثارة لطول مدة الرحلة والتي تستغرق 45 دقيقة بالإضافة لمشاهدة نيل الأقصر والعبور من فوقه بجانب رؤية معابد الأقصر والكرنك من فوق السماء فى مظهر جمالي مبدع.
يهبط البالون عند الانتهاء من الرحلة عبر الوسادة الهوائية يتم فتحها وسحبها فى أثناء الطيران والتى تمكن من الهبوط فى أى مكان. فى جو كرنفالي فولكلوري مبهج يقوم به فريق العمل فى الشركات فى مكان خالي من المنشأت و السكان وتستمر تلك الاجواء لمدة نصف ساعة بعدها تأتي السيارات لتعيدهم مرة أخري إلى اماكن اقامتهم بعد ان انتهم من تلك المغامرة الاروع علي الاطلاق ويعيد فريق عمل الشركة المكون من 8 أفراد إلى 10 البالون عبر شاحنة كبيرة لمنطقة البر الغربي، كما يقوم بعض مسؤولي الشركات بتصوير الرحلة وإعطائها للزبائن خلال أسطوانات للاحتفاظ بها ومشاركتها مع أصدقائهم.
يوجد فى الأقصر العديد من الشركات المختصة بالبالون الطائر، والتي يعد أبرزها “شركة سندباد وشركة سالم وشركة دريم والماجيك والهدهد وشركة Sky.