
فيلم «يا رب ولد» جمع على الشاشة نجومًا كبارًا من بينهم دلال عبد العزيز، سمير غانم، إسعاد يونس، أحمد راتب، فريد شوقي وكريمة مختار. العمل الكوميدي الذي يُعد من أبرز الأفلام الخفيفة في تاريخ السينما المصرية، امتاز بالضحك المتواصل منذ بدايته، وترك بصمة في ذاكرة الجمهور لما قدمه من مواقف طريفة وشخصيات محببة.
لكن القصة الأهم وراء الكواليس كانت العلاقة العاطفية التي نشأت بين دلال وسمير. دلال عبد العزيز، التي شعرت بانجذاب منذ الطفولة، التقت سمير لأول مرة في الإسكندرية خلال عروض ثلاثي أضواء المسرح، واصفة تلك اللحظة بأنها لحظة فارقة في حياتها. ومن جانبه، روى سمير مغامراته السابقة في الزواج، موضحًا أنه تزوج مرتين قبل دلال دون جدوى: الأولى من سيدة صومالية استمر الزواج شهرين فقط، والثانية كانت نتيجة رهان استمر أسبوعًا ثم انتهى.
التعاون الفني بين دلال وسمير بدأ بمسرحية «أهلا يا دكتور»، حيث اكتشفها الفنان جورج سيدهم أثناء تصويرها لمسلسل قصير، فأوصى بضرورة إجراء اختبار لها، وشارك سمير في لجنة الاختيار، ليتم قبولها ويبدأ التعاون الذي تطور لاحقًا إلى علاقة حقيقية. أثناء العمل، كان سمير يحرص على توصيل دلال يوميًا بسيارته، وكان يشتري لها الفل من الباعة في الطريق، لتتحول هذه اللمسات الصغيرة إلى تقاليد لطيفة بينهما أثناء التصوير.
رغم تحذيرات زملائهما، مثل محمود مرسي ومحمود المليجي وعبد المنعم مدبولي، ظلت دلال مصممة على الزواج من سمير. وذكرت المصادر أن موقف فريد شوقي كان محوريًا حين نادى سمير خلال التصوير وقال له: «خد يا سمير، البنت حلوة وزي القشطة اتجوزها»، فأجاب سمير: «حاضر عشان خاطرك». وهكذا بدأ زواجهما الذي استمر لعقود، وأسفر عن إنجاب ابنتيهما دنيا وإيمي.
في السنوات الأخيرة، أصيبا كلاهما بفيروس كورونا، وتوفي سمير غانم في 20 مايو 2021، ولم تُبلغ دلال بالخبر فورًا حفاظًا على صحتها أثناء العزل، لكنها رحلت بعده في 7 أغسطس 2021، أي بعد شهرين، منهية رحلة عمر طويلة جمعت بين الحب والوفاء والفن.
ويُذكر أن فيلم «يا رب ولد» لم يكن مجرد عمل كوميدي، بل كان منصة انطلقت منها قصة حب خالدة في الذاكرة الفنية المصرية. فقد جسد العمل أجواء الطفولة، البهجة، والمرح، بينما شكلت الحياة الواقعية لعلاقتهما خلف الكواليس درسًا في الوفاء والصبر، وتجسيدًا حيًا للروابط الإنسانية التي تتجاوز أضواء الكاميرات وشهرة النجوم.




