توب ستوريخارجي

دعاء المطر المستجاب.. أدعية نبوية تفتح أبواب الرحمة

يشهد البحث عبر الإنترنت خلال الساعات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا حول دعاء المطر المستجاب، بالتزامن مع موجة التقلبات الجوية التي تشهدها عدة محافظات، وسقوط الأمطار في مناطق متفرقة من البلاد، الأمر الذي يدفع كثيرين إلى معرفة الأدعية المأثورة عن النبي محمد ﷺ عند نزول الغيث، وكيفية اغتنام هذه اللحظات المباركة في الدعاء واستجابة الرجاء.

ويُعد الدعاء وقت سقوط المطر من الأوقات التي نصت الأحاديث النبوية الشريفة على أنها مظنة للاستجابة، وهو ما يجعل المسلمين حريصين على ترديد الأدعية الصحيحة الواردة في السنّة، طلبًا للخير والبركة، وتعظيمًا لهذه اللحظات التي تتنزل فيها رحمات الله على عباده. ومع ازدياد اهتمام المواطنين، تتجدد الأسئلة حول أفضل الأدعية، ومعانيها، وما ورد في التراث النبوي من توجيهات عند نزول الغيث والرياح.

استجابة الدعاء وقت المطر

وتشير مصادر دينية إلى أن وقت نزول المطر يُعد من مواطن إجابة الدعاء، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف: “ثنتان ما تُرَدَّان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر”، وهو حديث صحيح ورد في “صحيح الجامع”. ويؤكد العلماء أن سبب الاستجابة في هذا الوقت يعود إلى كون المطر من دلائل رحمة الله التي تتنزل على الأرض، فيتزامن نزولها مع تفتح أبواب السماء للرحمة والقبول.

كما يُعد استشعار العبد لافتقاره إلى الله أحد الأسباب التي تجعل الدعاء في هذا الوقت أقرب للإجابة، فالمطر يُذكر الإنسان بضعفه وحاجته إلى رحمة ربه، ويزيده خشوعًا وتضرعًا. ويضيف العلماء أن الدعاء من أعظم الأسباب التي تغيّر الأقدار، وأن الغيث يُعد فرصة ذهبية للدعاء بكل ما يتمناه المسلم من خير، سواء كان متعلقًا برزق أو شفاء أو تفريج كرب أو سكينة في القلب.

أدعية مأثورة عند نزول المطر

ويحرص المسلمون عند بدء تساقط قطرات المطر الأولى على ترديد الدعاء النبوي المعروف:
“اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعاً”
وهو دعاء ثابت عن رسول الله ﷺ، يُطلب به أن يكون المطر خيرًا وبركة، وأن يحمل النفع ولا يحمل الضرر.

كما ورد عن النبي عدة أدعية أخرى يستحب قولها عند هطول الأمطار، ومنها:

  • “اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سُقْيَا رَحْمَةٍ وَلَا تَجْعَلْهُ سُقْيَا عَذَابٍ وَلَا مِحْنَةٍ وَلَا بَلَاءٍ”

  • “ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين”

  • “اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ”

  • “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها”

  • “اللهم أغننا بفضلك عمن سواك”

ويشير متخصصون في علوم الحديث إلى أن هذه الأدعية تجمع بين طلب الرحمة، ودرء البلاء، وفتح أبواب الخير، وهو ما جعلها الأكثر تداولًا بين المسلمين مع كل موجة مطرية تشهدها البلاد.

دعاء المطر والرياح

وفي حال هبوب الرياح مع سقوط الأمطار، جاءت السنّة النبوية لتبين أن الرياح قد تحمل الخير وقد تحمل الضرر، ولذلك يستحب الدعاء بالأدعية الواردة، ومنها:

  • “اللَّهُمَّ لَقْحاً وَلَا عَقِيماً”

  • “اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ على الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ”

وتؤكد المصادر الدينية أن هذه الأدعية كانت دعاء النبي ﷺ عند اشتداد الرياح أو زيادة الأمطار، حرصًا على طلب اللطف وتوجيه الغيث إلى المناطق النافعة دون أن يتحول إلى ضرر أو أزمة.

اهتمام المواطنين بالأدعية وقت المطر

وتشهد مواقع البحث ومنصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا ملحوظًا مع موضوعات الأدعية المرتبطة بالمطر، وسط رغبة واسعة لدى الجمهور في معرفة الصيغ الصحيحة، خاصة مع الحديث المتزايد عن أهمية استغلال أوقات الإجابة. كما تشهد الصفحات الدينية تفاعلات كثيرة ودعوات لتكرار الأدعية الجامعة التي تشمل طلب الرحمة، وتيسير الأمور، وجلب الرزق، ورفع البلاء، وتفريج الهموم.

أهمية الدعاء في حياة المسلم

ويشير علماء الدين إلى أن الدعاء هو الرابط الأقوى بين العبد وربه، وأن نزول المطر يمثل فرصة ثمينة يشعر فيها الإنسان بقرب رحمات الله، مما يبعث الطمأنينة في النفس وتجدد الأمل في قضاء الحوائج. ويؤكدون أن الإكثار من الدعاء في هذه اللحظات يفتح أبواب الخير، سواء في الدنيا أو الآخرة، وأن على المسلم أن يتحرى الأدعية المأثورة وصيغ الذكر التي وردت عن النبي ﷺ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى