منوعات

دخل الإسلام ليومٍ واحد.. حكاية نابليون إفريقيا جزار المعارضين وقاتل الأطفال

دخل الإسلام ليومٍ واحد، وتلذذ بالأكل في لحوم البشر، قاطع السادات لأمرٍ غريب، وقتل 100 طفل لرفضهم ارتداء أزياء من مصنع زوجته.. تلك هي بعض الأعمال الوحشية التي ارتكبها الزعيم الديكتاتور “بوكاسا” رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، الذي لقب نفسه إمبراطورًا على غرار مثله الأعلى نابليون بانوبارت.

 

الرجل الوحشي، الذي تميز بلونه الأسود الداكن، وقلبه منعدم الإنسانية، وطباعه القاسية في الحكم والتلذذ في إشباع رغباته حتى وإن كانت على حساب غيره، ولد في 22 فبراير عام 1921، وعرف باسم ” جان بيدل بوكاسا” ولد في أفريقيا الاستوائية الفرنسية، لأب كان زعيم القرية التي يعيش فيها، ولكن شاءت الأقدار أن يصبح يتيما في سن الثانية عشر من عمره، ويكمل مسيرته وحيدًا ويتحول إلى وحشٍ في نهاية عمره.

 

بوكاسا
بوكاسا

 

خان صاحب الفضل عليه 
تعلم بوكاسا في مدارس الإرساليات، وما أن بلغ أشده، أنضم إلى الجيش الاستعماري الفرنسي في عام 1939 كمجند، وأثبت ذاته في حرب الهند الصينية وفاز بميداليات وأرتقى إلى رتبة نقيب، ومن ثم ابتسمت له الحياة عندما نالت أفريقيا الوسطى استقلالها مع باقي أفريقيا الاستوائية الفرنسية، عام 1960، حيث دعاه الرئيس الجديد للبلاد “دافيد داكو” ليكون رئيسا للقوات المسلحة في 1966.

 

مد الرئيس الجديد يد العون والمساعدة لبوكاسا، ولكنه قابلها بالغدر والخيانة، حيث استغل بوكاسا مركزه للإطاحة بداكو وأعلن نفسه رئيسا للبلاد، حيث ملأ بدلته العسكرية بالعديد من الأوسمة والناشين، ولم يعجبه لقب رئيس، فلقب نفسا امبراطور على غرار مثله الأعلى نابليون، ليبدأ عهد الظلم والاستبداد والإرهاب، وأخذ جميع المناصب الحكومية لنفسه لكي يتمتع بالسلطة العليا في الدولة.

 

بوكاسا
بوكاسا

 

يقطع آذان اللصوص إذ ارتكبوا جريمتين
بدأ بوكاسا يعمل بسياسة بث الرعب في القلوب حتى يتمكن من السيطرة عليهم، إذ أقرّ قاعدة بأن اللصوص ستقطع آذانهم على أول جريمتين ثم يدهم على الجريمة الثالثة، في عام 1977، قام بوكاسا بمحاكاة بطله نابليون، وتوج نفسه إمبراطورا على أفريقيا الوسطى في حفل تكلف 20 مليون دولار، ما يوازن ربع ميزانية دولته، وبهذا أفلست البلاد عمليا.

 

برأسه تاج مرصع بالألماس وحده يبلغ 5 ملايين دولار، وفي يده سولجان من الدهب والماس وزنه 5 كم، وعرش مذهب وموكب أسطوري، حيث كان بوكاسا باذخًا في كل شيء، حتى في الزواج كان الكاثوليكي الوحيد في التاريخ الذي تزوج بهذا العدد الكبير من النساء، وأنجب الكثير من الأولاد لدرجة أنهم لا يعرفون بعضهم البعض.

أكل لحم وزيره وقتل 100 طفل من أجل زوجته

يعتبر بوكاسا جزارًا لمعارضيه، حيث أقام وليمة كبيرة في قصره، وجمع فيها كل وزرائه، وأخبرهم بعد الانتهاء من الطعام، أن اللحم الذي أكلوه هو جسد أحد الوزراء، وفي عام 1979 اعتقل المئات من تلاميذ المدارس لرفضهم شراء الزي المدرسي من شركة تملكها إحدى زوجاته، وقام بإعدامهم، وذكر أن بوكاسا أشرف شخصيا على قتل 100 من أطفال المدارس من قبل حرسه الإمبراطوري.

بوكاسا
بوكاسا

 

 

أسلم ليومٍ واحد من أجل الحصول على المال 
أسلم تفتح لك خزائني.. هذا كان رد الزعيم الليبي معمر القذافي، بعدما طلب من بوكاسا أن يعتنق الإسلام، مقابل أن يقدم له المساعدة، وبالفعل دخل بوكاسا الإسلام وصار اسمه: “صلاح الدين أحمد بوكاسا”، ولكن ما إن غادر الحدود الليبية حملًا بحقائب المال، إلا أن عاد إلى دينه الأصلي.

 

بوكاسا
بوكاسا

لم تكن هذه الواقعة الغريبة في حياة بوكاسا، ولكنه قاطع الرئيس المصري محمد أنور السادات، بسبب رفضه إعطائه ربة الخديوي إسماعيل ليحضر بها مراسل تتويجه إمبراطورًا على البلاد.

بوكاسا
بوكاسا

أطاحوا بعرشه وتم نفيه

في سبتمبر عام 1979، أطاح به المظليون الفرنسيون وأعادوا تثبيت داكو رئيسا للبلاد، وتم نفي بوكاسا إلى فرنسا حيث كان لديه قصر وغيره من الممتلكات التي اشتراها بالمال الذي اختلسه، وحوكم بوكاسا غيابيا وحكم عليه بالإعدام، وعاد إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في عام 1986 وقدم للمحاكمة بتهمة الخيانة والقتل، تمت تبرئته في عام 1987 من تهمة أكل لحوم البشر، ولكن وجد مذنبا بقتل تلاميذ المدارس وغيرها من الجرائم، خفف حكم الإعدام لاحقا إلى المؤبد في الحبس الانفرادي، ولكن أطلق سراحه في عام 1993، بعد ست سنوات فقط. عاش حياة منعزلة في عاصمته السابق، بانغي، وتوفي في نوفمبر 1996.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى