توب ستوريخدمي

حكاية صندوق أسمهان الذي أرعب شقيقها فؤاد الأطرش وأخفى أسرارًا خطيرة

في منتصف خمسينيات القرن الماضي، وتحديدًا عام 1956، نشرت مجلة الكواكب حوارًا نادرًا مع فؤاد الأطرش، شقيق الفنانة الراحلة أسمهان، كشف فيه عن واحدة من أغرب القصص في تاريخ العائلة الفنية الأشهر في الشرق العربي.. قصة صندوق أسمهان الذي حمل بين طياته أسرارًا مجهولة، وجعل فؤاد يعيش سنوات طويلة بين الخوف والفضول.

 

قال فؤاد في حديثه إنه ظل اثني عشر عامًا يحتفظ بصندوق أسمهان المغلق دون أن يجرؤ على فتحه، رغم علمه أن بداخله كل ما قد يكشف حقيقة أسمهان الغامضة وحياتها المثيرة، وروى أنه حين توفيت شقيقته، كان هو في جبل الدروز، بينما ذهبت والدته إلى شقتها في عمارة الإيموبيليا بالقاهرة، وجمعت ملابسها وأوراقها الخاصة واحتفظت بها كتذكار داخل صندوق كبير، وبعد عودته من الدروز، سلمته والدته الصندوق ليحتفظ به، فأخفاه في مكان سري لا يعرفه أحد.

 

مرت السنوات، ورفض فؤاد مرارًا فكرة فتح الصندوق، رغم أن الكثير من الكتاب والمؤرخين تناولوا سيرة أسمهان بعد وفاتها، وكتبوا عنها بما فيها من غموض وأساطير، كان يدرك أن الصندوق يحتوي على الحقائق، لكنه خاف أن “يقلب عليه المواجع” كما قال.

 

إلا أن القدر شاء أن يضعه يومًا أمام هذا اللغز، فقد مرض فؤاد ولزم الفراش، وبدافع الملل والحنين إلى الماضي قرر فتح الصندوق الذي ظل مغلقًا لسنوات طويلة، وما إن رفع غطاءه حتى بدأت الأحداث الغريبة.

 

أول ما وقع بين يديه كان خطابًا بخط يد أسمهان موجهًا إلى إحدى صديقاتها المقربات، تطلب فيه قرضًا ماليًا “إلى حين ميسرة”، لكنه على الأرجح لم يرسل، إذ يبدو أن حالتها المادية تحسنت فاحتفظت به في الصندوق.

 

أما الورقة الثانية فكانت فاتورة من محلات شيكوريل الشهيرة، تتضمن كشف حساب عن ملابس فاخرة وفراء باهظ الثمن، لكن الورقة الثالثة كانت الأكثر إثارة وغموضًا، إذ قال فؤاد إنها بدت وكأنها تحمل سرًا خطيرًا، وما إن أمسكها حتى سمع صوت فرقعة قوية، لتسقط نجفة السقف وتنقسم نصفين، فيسقط أحد النصفين فوق الصندوق مباشرة

 

يصف فؤاد المشهد قائلاً: “شعرت بالذعر، وسمعت صوتًا كأنه انفجار، واختفت الورقة تحت نصف النجفة الذي سد الصندوق، وسمعت أصواتًا تصرخ في أذني: ابتعد عن الصندوق خُيل إلي أن هذه الأصوات هي التي أنقذتني من موت محقق، فقد كنت قاب قوسين من الجنون.” عندها استعاذ بالله، وحمل النصف المكسور من النجفة بعيدًا، ثم أغلق الصندوق بإحكام، وأقسم ألا يمسه مرة أخرى مهما حدث.

 

ظل الصندوق مغلقًا اثني عشر عامًا أخرى، حتى بدأت كما قال فؤاد “خواطر لا أدري مبعثها” تلح عليه لفتحه من جديد، كان يعلم أن الناس يتحدثون عن إرث أسمهان وكأنها تركت ثروة، بينما الحقيقة أن العائلة ورثت عنها عشرة آلاف جنيه ديونًا، سددوها كاملة، إلى جانب هذا الصندوق الغامض.

 

واختتم فؤاد حديثه قائلاً: “أعلم أن في هذا الصندوق أسرارًا سياسية خطيرة، لأن لأسمهان دورًا في عالم السياسة، كما أنه يحوي أسرار حياتها التي قد تضع النقاط فوق الحروف في كل ما لا يعرفه الناس عنها، فهل أفتحه وأواجه المجهول؟ أم أحرقه قبل أن تقتلني نجفة أخرى؟”

 

وهكذا ظل صندوق أسمهان لغزًا غامضًا حتى اليوم، لا أحد يعرف ما الذي احتواه من أسرار، ولا إن كان قد فتح حقًا بعد ذلك أم دفن معه في طي النسيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى