توب ستوريخارجي

حكاية الفيلم الذي كاد أن يجمع نجاة الصغيرة وسعاد حسني على شاشة واحدة

في عام 1960، وبعد النجاح الكبير الذي حققته سعاد حسني في أولى بطولاتها السينمائية بفيلم “حسن ونعيمة”، بدأت في الوسط الفني محاولات جادة لجمع الشقيقتين، سعاد حسني ونجاة الصغيرة، في عمل سينمائي واحد. كان الحلم مغريًا للجمهور والمنتجين على حد سواء، فاجتماع صوت نجاة الساحر مع حضور سعاد الطاغي أمام الكاميرا كان سيشكل حدثًا فنيًا استثنائيًا في تلك الفترة.

تولى المخرج الكبير حسن الإمام قيادة المشروع، واتفق مع شركة “صوت الفن” على تنفيذ فيلم بعنوان “اليتيمتان”، ليكون إعادة تقديم للفيلم الشهير الذي قامت ببطولته فاتن حمامة عام 1948 من إخراج الإمام نفسه. كانت الفكرة أن يُعيد الفيلم بصبغة جديدة، وأن يمنح نجاة وسعاد فرصة فنية مزدوجة تُبرز موهبتهما في التمثيل والغناء معًا.

بدأت خطوات التنفيذ سريعة؛ تواصل حسن الإمام أولاً مع سعاد حسني، التي أبدت حماسًا كبيرًا للفكرة، وقالت إنها توافق بشرط موافقة شقيقتها نجاة. وبالفعل، اتصل الإمام بنجاة الصغيرة التي رحبت في البداية ووافقت مبدئيًا، ليتم تحديد جلسة عمل في منزلها للاتفاق على التفاصيل النهائية.

انعقد الاجتماع في بيت نجاة بحضور حسن الإمام، والمخرج حلمي حليم، ومدير الإنتاج أديب جابر ممثلًا لشركة “صوت الفن”. واستمر اللقاء نحو ثلاث ساعات، شرح خلالها حسن الإمام القصة بالتفصيل، مركّزًا على طبيعة دور نجاة التي ستجسد شخصية فتاة فقيرة تواجه صعوبات الحياة بشجاعة وإصرار.

أعجبت نجاة بالدور وبالرؤية الفنية للفيلم، لكنها وضعت مجموعة من الشروط للموافقة على المشاركة. تمثلت أبرز شروطها في حصولها على أجر قدره خمسة آلاف جنيه، إلى جانب لحن غنائي يقدمه لها الموسيقار محمد عبدالوهاب ضمن أحداث الفيلم. وافقت الشركة والمخرج على جميع الشروط دون تردد، إدراكًا منهم لقيمة مشاركة نجاة في هذا المشروع الفني الكبير.

لكنّ المفاجأة كانت في تردد نجاة لاحقًا، إذ بدأت تشعر بالقلق من فكرة المقارنة الحتمية بينها وبين فاتن حمامة، بطلة النسخة الأصلية للفيلم. ورغم تطمينات المخرج والإنتاج بأن النسخة الجديدة ستختلف في روحها وأسلوبها، فإن نجاة ظلّت خائفة من أن يُقال إنها فشلت في تقليد فاتن أو لم تبلغ مستوى أدائها.

حاول حسن الإمام أكثر من مرة إقناعها بالعودة إلى المشروع، لكنها كانت تؤجل في كل مرة، متعللة بانشغالها بأعمال غنائية أو ارتباطات فنية أخرى. ومع مرور الوقت، ومع استمرار ترددها، قررت شركة “صوت الفن” صرف النظر عن المشروع بالكامل.

وهكذا، ضاع حلم الفيلم الذي كان من الممكن أن يجمع بين صوت نجاة ووجه سعاد حسني في عمل واحد، ليظل مجرد فصل جميل غير مكتمل في تاريخ السينما المصرية، يثير التساؤل حتى اليوم: كيف كان سيبدو المشهد لو اجتمعت الأختان على الشاشة فعلًا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى