
في صيف عام 1957، لم يكن للناس حديث سوى قصة الحب المشتعلة بين ملك العود فريد الأطرش و”دلوعة السينما المصرية شادية”، قصة خيمت عليها الأضواء وكتبت عنها الصحف كأنها فيلم رومانسي على أرض الواقع. لكن النهاية كانت مختلفة.. تمامًا.
فريد يعترف: “أنا بحب شادية”
رغم أن فريد الأطرش وشادية لم يجتمعا على الشاشة سوى في فيلمين فقط: “ودعت حبك” و”أنت حبيبي”من إخراج يوسف شاهين، فإن الكيمياء بينهما تخطت الكاميرا إلى واقع حقيقي.
فريد أعلن حبه علنًا عبر صفحات الجرائد، وقالها صريحة:
“أنا أفتقدها حين تغيب عني، وأحس بالوحدة بدونها.”
لكنه وضع شرطًا قاسيًا للزواج: أن تعتزل شادية الفن والغناء، وهو ما رفضته تمامًا.
شادية ترد: “أسافر معاك بصفتي إيه؟”
كانت شادية وقتها تحيي حفلًا في الجزائر، وأطال غيابها، فاشتعل الشوق في قلب فريد وطلب منها الزواج. لكنها واجهت شرطه بابتسامة حزينة وقالت:
“أسافر معاك بصفتي إيه؟ إحنا مش ناقصين كلام!”
رفضت أن تعتزل أو تسافر معه، فاحترم فريد قرارها، وقال بعد ذلك:
“أنا أحب شادية، ولو قررت الزواج لن أجد أصلح منها لي، لكنني لا أؤمن بزواج الفنانين.”
بين الفن والزواج.. فريد يختار العقل
في حواره مع مجلة “آخر ساعة”، فسر فريد الأطرش موقفه قائلاً:
“زواج الفنان من زميلته لا ينجح إلا إذا اعتزلت هي العمل. أنا لا أريد أن تعمل زوجتي في أفلامي أو غيرها.”
واعترف بأن حبهم تحوّل إلى صداقة، وربما كانت تلك الصداقة أطول عمرًا من الحب نفسه.
شادية ترد: “إحنا فنانين مش ناس عاديين”
شادية من جانبها أكدت أن الصداقة بين رجل وامرأة ليست مفهومًا مألوفًا في الشرق، لكنها قالت:
“إحنا فنانين، وحياتنا مختلفة عن الناس العاديين.”
وأضافت بابتسامة تحفظها المعروفة:
“فريد صديق عزيز، لكن السفر معاه غير معقول، أنا مش ناقصة كلام!”
بين شادية وسامية جمال.. غيرة فنية أم حنين قديم؟
وعندما سُئلت شادية عن عودة سامية جمال للعمل مع فريد الأطرش، أجابت بحكمة:
“دي مسألة فنية، أنا لا أتدخل في شغل فريد.”
لكنها لم تخف تحفظها على السفر معه أو الظهور بجانبه بشكل متكرر، لتغلق الباب أمام الشائعات.
وهكذا انتهت أجمل قصة حب فنية في الخمسينيات..
قصة رجل أحب فنانة، لكنه لم يحتمل أن ينافسه فيها الفن، وامرأة اختارت المسرح والكاميرا على الزواج، لتبقى حكايتهم واحدة من أساطير الرومانسية الضائعة في زمن الفن الجميل.




