

تشهد منطقة مصر القديمة والقاهرة التاريخية طفرة عمرانية واسعة تهدف إلى إعادة إحياء العاصمة الأصلية، وتحويلها إلى نموذج حضاري يجمع بين عبق التراث ومقومات الحداثة. وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية شاملة لإعادة تطوير المناطق العشوائية السابقة، وتحويلها إلى مساحات سياحية وثقافية وخدمية متكاملة.
وتتواصل أعمال التطوير في عدد من المواقع الحيوية، وفي مقدمتها مشروع “حدائق الفسطاط” الذي يُعد أبرز محاور إعادة إحياء منطقة مصر القديمة، من خلال إنشاء حديقة كبرى على مساحة 500 فدان تضم تلالًا خضراء وحدائق واسعة ومناطق ثقافية وتراثية، إلى جانب منطقة تجارية باسم “القصبة” ومنطقة مطاعم، وأكثر من 400 غرفة فندقية، بما يعزز من جاذبية المنطقة للسكان والزوار.
كما يتواصل العمل في مشروع تطوير “سور مجرى العيون” وتحويله إلى مشروع عمراني متكامل يحمل اسم “أرابيسك” على مساحة 94 فدانًا، بعد إزالة المناطق العشوائية التي كانت تشغل الموقع سابقًا. ويهدف المشروع إلى استعادة القيمة الجمالية والعمرانية للمنطقة التاريخية، مع توفير خدمات وأنشطة حديثة تتماشى مع الطابع الحضاري للمكان.
وفي سياق متصل، تؤكد الجهات المسؤولة أن مصر تشهد حاليًا مرحلة غير مسبوقة من التوسع العمراني، تُشكّل فيها العاصمة الإدارية الجديدة نموذجًا بارزًا لتخفيف الضغط عن القاهرة القديمة وخلق مساحات عمرانية وتنموية جديدة.
وتسير هذه الجهود على خطى المدن الجديدة التي أُنشئت خلال العقود الماضية بهدف امتصاص الزيادة السكانية داخل القاهرة الكبرى وتخفيف الازدحام، عبر توفير بيئات حضرية متطورة للسكن والخدمات.




