توب ستوريفن

تصاعد التوتر بين ترامب وزيلينسكي مع انطلاق المحادثات حول خطة إنهاء حرب أوكرانيا

انطلقت في جنيف محادثات حاسمة بين ممثلي الولايات المتحدة وأوكرانيا لمناقشة ما يُعرف بـ “خطة ترامب ذات الـ28 بندًا”، والتي تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر في أوكرانيا منذ عام 2022. وتأتي هذه الاجتماعات وسط توتر واضح بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما يعكس حساسية المرحلة ودقة الموقف السياسي والدبلوماسي.

فبعد ساعات قليلة من نشر ترامب منشورًا حادًا على منصة “تروث سوشيال”، اتهم فيه القيادة الأوكرانية بـ “انعدام التقدير”، سارع زيلينسكي للرد عبر منصة X، مؤكدًا امتنان أوكرانيا للولايات المتحدة ولكل قلب أمريكي، وبالأخص للرئيس ترامب، على الدعم العسكري الذي قدمته واشنطن بدءًا من صواريخ جافلين، والتي ساعدت في إنقاذ أرواح الأوكرانيين.

تأتي المحادثات بينما يستعد الصراع، الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لدخول عامه الرابع في فبراير المقبل، ما يزيد من ضغوط التوصل إلى اتفاق سريع لتخفيف معاناة المدنيين.

تفاصيل خطة ترامب: تنازلات وضغوط أمريكية

تشير التسريبات إلى أن خطة ترامب، التي صاغها فريقه بالتعاون مع ممثلين روس، تتضمن تنازلات كبرى على أوكرانيا، تشمل التخلي عن نحو 19% من أراضيها، بينها شبه جزيرة القرم، ومناطق دونيتسك ولوغانسك، وأجزاء من خيرسون وزابوريجيا. كما تلزم الخطة كييف بعدم الانضمام إلى الناتو، وتقليص الجيش إلى 600 ألف جندي، وإعادة تشغيل محطة زابوريجيا النووية تحت إشراف دولي، بالإضافة إلى رفع العقوبات عن روسيا وعودتها إلى مجموعة الثماني.

وقد أعرب مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون عن مخاوفهم من أن يكون استمرار الدعم العسكري الأمريكي مرتبطًا بقبول كييف بهذه البنود، ما يزيد من حساسية المفاوضات ويعقد مسألة التوصل إلى اتفاق شامل.

أجواء متوترة وتفاؤل أمريكي

رغم التوتر الذي سببه منشور ترامب، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن جلسات جنيف شهدت “تقدمًا هائلًا”، مشيرًا إلى تقارب في وجهات النظر حول عدد من النقاط، مع بقاء الخلافات الجوهرية قيد البحث. وأكد أن الموعد النهائي لتقديم الرد من كييف مرن، مشيرًا إلى أن الأهم هو التوصل إلى اتفاق سريع لإنقاذ أرواح المدنيين.

مبادرة أوروبية لتخفيف شروط الخطة

وفي الوقت ذاته، كشفت مؤسسات الاتحاد الأوروبي عن اقتراح بديل يستند إلى خطة ترامب لكنه يقلل من حدة شروطها. وينص المقترح على بدء المفاوضات على أساس خطوط التماس الحالية دون انسحاب أوكراني مسبق من مواقعها، والحفاظ على جيش قوامه 800 ألف جندي في زمن السلم، ومنح أوكرانيا ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة في ميثاق الناتو، مع إبقاء خيار الانضمام للناتو قائمًا ضمن شروط واقعية، ودعم رفع العقوبات عن روسيا وعودتها إلى مجموعة الثماني في حال التوصل لاتفاق سلام.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على ضرورة أن يضمن أي اتفاق عدم زرع “بذور الحرب المقبلة”، مع احترام كامل لحق أوكرانيا في تحديد مصيرها السياسي والعسكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى