الأخبار

بحب أمي ولا تتركوا البارودة.. عام على رحيل صاحب الأرواح الـ9 وقاهر الاحتلال الشهيد إبراهيم النابلسي


لُقب بالفدائي والملهم، اتسم بالخجل وطيبة القلب، وهذا ما أكده كل المقربون منه، ورغم هذا، إلا أن شجاعته لم يكن لها حدود، واستطاع أن يقهر قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة، هو الشاب الفلسطيني الشهيد إبراهيم النابلسي.

إبراهيم النابلسي

تحل غد الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الفدائي إبراهيم النابلسي، والمعروف باسم “أبو فتحي”، وهو واحدا من أشهر الفدائيين في كتائب شهداء الأقصى، وتم اغتياله من قبل إسرائيل يوم 9 أغسطس عام 2022 الماضي.

النابلسي- المنحدر من نابلس، في الضفة الغربية المحتلة- استطاع أكثر من مرة النجاة من محاولات اغتيال عدة، بلغ عددها 9 مرات، وكان آخرها قبل استشهاده بأسبوعين، ولهذا السبب تم إطلاق عليه لقب صاحب الأرواح التسعة.

وفي هذا التقرير، نستعرض لكم عبر “مصر الآن”، أبرز محطات مشواره الوطني المليء بالشجاعة والنضال، ونكشف أبرز كلماته التي أثرت في كل محبيه.

نشأته

ولد إبراهيم النابلسي في 13 أكتوبر عام 2003 في نابلس، لأسرة فلسطينية عرفت بـ”نضالها”، ولذا كان حبه لوطنه وشجاعته، نابعة من نشأته.
 

والده هو علاء عزت النابلسي، العقيد في جهاز الأمن الوقائي سابقا، وكانت قوات الاحتلال قد قامت بأسره داخل السجون الخاصة بها.

كيف راوغ وقهر الاحتلال؟

كان النابلسي مناضلاً منذ نعومة أظافره، وتعلم آلية نقل المعلومات من تجربة المقاومين في الانتفاضة الأولى عام 1987 (انتفاضة الحجارة)، عن طريق تبادل الإشارات بين المقاومين عبر “شيفرات معينة” تنقلها موجات الإذاعات بسرية وسرعة عالية.

لم يكتفي بذلك، بل لفت أنظار قوات الاحتلال له؛ بعدما شارك في زرع عبوات ناسفة (متفجرات محلية الصنع) لاستهداف جيش الاحتلال ومواقعه العسكرية.

وبعدها قررت قوات الاحتلال ملاحقته عام 2020، وأعلن اسمه كأحد قادة كتائب شهداء الأقصى المطلوبين له، وشنت عمليات مختلفة لتصفيته أو اعتقاله.

وفي 8 فبراير عام 2022، ظهر اسمه مجددا وازدادت الرغبة في اغتياله، حيث استهدفت قوات خاصة إسرائيلية المركبة التي كانت تحمل “الخلية” التي كان هو عضواً فيها.

وانتهى الأمر باغتيال 3 شبان فيها (محمد الدخيل وأشرف المبسلط وأدهم مبروكة) في حي المخفية بمدينة نابلس، وأشيع أنه اغتيل معهم، لكنه لم يكن في المركبة.

اتهامات الاحتلال الإسرائيلي له

 

وفي مطلع يوليو عام 2022، اتهمه الاحتلال الإسرائيلي ومقاومين آخرين بإطلاق النار وإصابة 4 مستوطنين وقائد لواء السامرة في جيش الاحتلال روعي تسافاج، الذين اقتحموا قبر يوسف بمنطقة بلاطة البلد.

وبعدها أطلق جيش الاحتلال عملية “كاسر الأمواج”، لاستهداف مقاومين اتهموهم بتنفيذ عمليات ضد جيش الاحتلال، واستطاعت القوات الخاصة الإسرائيلية اغتيال الشهيدين محمد العزيزي (أبو صالح) وعبد الرحمن صبح (عبود صبح).

تصدر بعدها اسم النابلسي، وبات الجميع يؤكدون على كونه “المناضل الأبرز الذي سيواصل درب رفاقه ويثأر من أجلهم”.

تعرّض بعدها لمحاولات مختلفة للاستدراج والاستهداف من جيش الاحتلال، ولاحق بنفسه أشخاصا ومركبات مشبوهة مرات عدة ظنا منه أنها تقل قوات خاصة إسرائيلية.

اغتياله

في يوم الثلاثاء 9 أغسطس عام 2022، اقتحمت القوات الخاصة الإسرائيلية حارة الحبلة في البلدة القديمة بنابلس شمال الضفة الغربية قرابة الساعة السادسة والنصف صباحا، وحاصرت المنزل ومحيطه عند مدخل الحي من الجهة الشمالية، واعتلى القناصة أسطح البنايات، قبل أن تساندها قوات من جيش الاحتلال وتطوق المكان وتشل حركة المواطنين.

ودارت اشتباكات عدة بين المقاومين المحاصرين وقوات الاحتلال التي استخدمت الذخيرة الحية وأصابت ما لا يقل عن 40 فلسطينيا، منهم الشهيد إبراهيم النابلسي ومعه إسلام صبوح والطفل حسين جمال طه.

وصيته قبل استشهاده بدقائق

وتداول رواد التواصل، مقطع صوتي قيل أنه للشهيد إبراهيم النابلسي، وتم تسجيله قبل استشهاده بدقائق، أوصى فيه قائلا: “أنا استشهدت يا جماعة، أنا بحب أمي.. وحافظوا عالوطن من بعدي.. بوصيكم ما حدا يترك البارودة.. أنا محاصر ورايح استشهد، ادعوا لي”.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى