التعليمتوب ستوري

الفاروق أمر بإزالة منبره.. قصة أول مسجد بني في مصر

عندما فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر عام 642م، بعد حروب

استمرت عامين، أراد ان يبني للمسلمين جامع واسع في مكان مناسب

يكون واحة امن وسلام بعيدا عن الحصون والقلاع، ويكون اول جامع في

القاهرة، أبي الاسلام ان يبني علي قهر أحد اهل الزمة من اهل الكتاب،

مما دعي البطريرك بينيامين ان يسمي ذلك العهد بعهد السلامة والأمان.

وهنا جاءت فكرة انشاء جامع في العاصمة ليكون اول مسجد فيها و ثاني

مسجد في مصر بعد مسجد سادات قريش الذي تم بناءه بعد ان  دخل

سيدنا عمرو مصر من الشرق، ولم يجد مقاومة تذكر الا قرب مدينة بلبيس

سنة 18 هجريا، وسقط فيها عدد من شهداء المسلمين، وتكريما لهم تم

انشاء مسجد يحمل اسم سادات قريش.

وقد كان من السائد ان مسجد عمرو ابن العاص هو اول المساجد التي تم

انشائها حتي وقت قريب ولكن تم انشاءه عام 21 هجريا، اختار سيدنا

عمرو مكانا فريدا لانشاءه،وكانت وقت ذاك حديقة مملوكة لقيسبة بن

كلثوم، طلبها منه عمرو وقد وعده بأن يعوضه، ولكن قيسبة تبرع بها، فقد

كان الموقع في المنتصف من مدينة الفسطاط العاصمة، كانت مساحته

عندما تم بناءه (29م×10م)2 ، وكان يطل علي النيل من الناحية الشمالية

الغربية، في الباية عندما تم الانشاء، كانت الارض يعطيها الحصي

والسققف من جريد النخل المحمول علي اعمدة من جذوع النخل، وكان

للجامع 6 ابواب من كل جانب عدا جانب القبلة، ويوجد فيه بئرا سمي

بالبستان للوضوء والشرب، ولم يكن له صحن أو مئذنة ولم يكن له محراب،

ولكن كان به منبر بناه سيدنا عمرو، ولكن الفاروق امر بإزالته.

قائلا ” أما حسبك أن تقوم قائما، والمسلمون جلوس عند عقيبيك”،وقد

اشرف علي بناء القبلة ثمانون رجلا من الصحابة منهم السيد الزبير ابن

العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن صامت، وأبو الدرداء، وأبو ذر

الغفاري، وكانت دروس الفقه تعقد في حلقة حول المدرس الذي يجلس

الي احد الاعمدة، وبعتبر مؤسس مدرسة مصر الدينية، هو عبدالله بن عمر بن العاص.

طبعا تم التعديل فيه و هدمه وتوسيعه اكثر من مرة، ولكن اهم التعديلات

كانت في عهد قرة بن شريك والي مصر اثناء خلافة الوليد بن عبد الملك

الاموي في عام (93ه-710م) فقد هدمه وزاد مساحته وأنشأفيه محرابا

مجوفا، ومنبرا خشبيا و مقصورة.

وفي الدولة العباسية، ابان حكم المأمون، وكان الوالي علي مصر عبد الله

بن طاهر، ازاد من مساحة المسجد فأصبحت (112×120م)، وايضا في

عهد الدولة الطولونية، انهدم جزء من المسجد مما دعي خماروية ابن

طولون، بإعادة عمارته، وقد انفق عليه 6400دينارا، وكتب اسم خماروية

في دائرة الرواق.

اما في عهد الدولة الاخشيدية، زادت اعمال الزخرفة، من طلاء بالذهب

والفضة ونقوش فسيفساء، و الدولة الفاطمية برغم من ان الجامع الازهر

هو الرسمي في وقتها، الا ان جامع عمر حظي بالاهتمام، حيث اقاموه

علي 400 عمود من الرخام، ولكن كان الاختلاف بينهم في اماكن الدرس،

في حين انها في الازهر كانت تسمي حلقات لمدرسين مدفوعين الاجر،

كانت في جامع عمرو اسمها زاوية لاعلام وشيوخ متصوفين سُنة، قد

نذروا عللمهم لله دون مقابل، تعرض مسجد عمرو بن العاص للحريق

والتخريب والهدم بسبب إحراق الفسطاط، فأثناء الحملة الصليبية على

بلاد المسلمين،خاف الوزير شاور بن مجير السعدي، وزيرا الخليفة العاضد

لدين الله الفاطمي من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط، فعمد إلى

إشعال النيران فيها، حيث كان عاجزا عن الدفاع عنها، واحترقت الفسطاط،

وكان مما احترق وتخرب وتهدم جامع عمرو بن العاص، وعندما ضم صلاح

الدين الأيوبى مصر إلى دولته، أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام

568 هجريا، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذى تغطى بالرخام.

وخلال حكم مراد بك، الدولة المملوكية، جدد سقفه وفرشه بالحصر وعلق

به القناديل وقد أثبت قيامه بهذا التجديد على أربع لوحات رخامية، وكان

يصلي فيه الجمعة الاخيرة من رمضان، وصار ذلك نهج فيما بعض لحكام

المماليك ومن بعدهم.

أصلح الجامع في عهد محمد علي وأعاد صلاة الجمعة فيه. وفي 1899

قام ديوان الأوقاف بتجديد سقف الإيوان القبلي وبعض الإيوان الغربي

وأقيمت جدرانه وفرشت أرضه بالبلاط. وفي 1940 قامت لجنة حفظ الآثار

العربية بإصلاح شامل بالجامع، وقد كشفت في أثناء هذا العمل عدة أجزاء

أثرية في الجامع، كأبوابه الشرقية وثلاثة من أبوابه الأربعة بالجنب

الغربي.

هذا البناء على مراد الله كان يصلي فيه الجمعة الاخيرة من رمضان، وصار

ذلك نهج فيما بعض لحكام المماليك.

ويوجد في المسجد مئذنتان: إحداهما في المدخل والواجهة والثانية فوق

الزاوية القديمة وهما ذاتا طراز تركى عثمانى إلا أنهما قصيرتان. سمي

الجامع العديد من الاسماء غير جامع عمرو بن العاص، مثل الجامع العتيق،

او تاج الجوامع، يظن الغالبية من الناس الي الضريح الموجود ضريح سيدنا

عمرو رضي الله عنه، ولكنه ضريح ابنه عبدالله بن عمرو ابن العاص.

 

من غرائب المسجد ان هناك ديانة خارجة من الاسلام، اسمها البهرة، وهم

شريحة موجودة في مصر و الهند يأتون قبل موعد صلاة الجمعة بساعتين

يصلون فيه ويرحلوا قبل الصلاة،

وظلوا يهتمون به ويتفنن كل عصر في تزينه، حتي قال فيه ابن دقماق” ان

مسجد عمرو بن العاص إمام المساجد، ومطلع الأنوار اللوامع، طوبي لمن

حافظ علي الصلوات فيه وواظب علي القيام بنواحيه”.

كما نقش أحد المحرابين:

انظر لمسجد عمر بعد ما درست               رسومه يحكي الكوكب الزاهي

نعم العزيز الذي لله جدده                          أمير اللوام مراد الأمير الناه

له ثواب جزيل غير منقطع                         على الدوام بأنظار وأشباه

لاح القبول عليه حين أرخه                        هذا البناء على مراد الله

إقرأ أيضا:

ليلة الدخلة علي مر العصور. و سر الخاطبة

الحشاشون بين الإرهاب و الفدائية؟

المراجع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى