


شهدت مدينة جنيف السويسرية انعقاد جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في 23 نوفمبر، في إطار الجهود الأمريكية الرامية لدفع مسار التسوية السياسية ووضع حد للحرب الدائرة منذ ما يقارب أربعة أعوام. وأعلن البيت الأبيض في بيان رسمي أن اللقاء جاء «بنّاءً ومركّزًا وقائمًا على الاحترام المتبادل»، مؤكداً أن الجانبين أحرزا تقدماً حقيقياً نحو صياغة إطار مشترك لاتفاق سلام «عادل ودائم».
ووفق البيان المشترك الصادر عقب الاجتماعات، فإن الجانبين توصلا إلى ما وصفاه بأنه «تقدّم ملموس» في تقريب وجهات النظر، مع الاتفاق على مجموعة من الخطوات العملية التي ستُناقش خلال الفترة المقبلة، وذلك ضمن مسار تفاوضي تسعى واشنطن إلى تثبيته كآلية أساسية لإنهاء النزاع.
وأشار البيان إلى أن المحادثات كانت «مثمرة للغاية»، إذ شهدت تبادلًا مباشرًا وصريحًا للأفكار، بما في ذلك وضع تصور أولي لـ«إطار محسّن» لمقترح السلام الأمريكي. وأكد الوفد الأوكراني، بحسب البيان، تقديره للدور الذي تلعبه الإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب شخصيًا، معتبرًا أن الدعم الأمريكي «عامل رئيسي» في الدفع نحو حلول تضمن وقف العمليات العسكرية وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
وشدد الطرفان على أنّ أي تسوية مستقبلية يجب أن تضمن «الحفاظ الكامل على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها»، مع توفير ضمانات أمنية طويلة المدى تمنع تكرار المواجهات وتؤسس لسلام مستدام في المنطقة. كما اتفق الجانبان على استمرار العمل بشكل «مكثف» خلال الأيام والأسابيع المقبلة، مع التشديد على ضرورة بقاء الشركاء الأوروبيين في دائرة التنسيق المستمر باعتبارهم جزءًا أساسيًا من الجهود الدبلوماسية الدائرة.
وأوضح البيان أن القرار النهائي بشأن الصيغة النهائية للإطار المقترح سيُتخذ على مستوى الرئاسة في كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا، ما يؤكد دخول المحادثات مرحلة سياسية أكثر حساسية تتطلب مراجعات دقيقة قبل الإعلان عن أي اتفاق رسمي.
واختتم الجانبان بيانهم بالتأكيد على التزام مشترك بالعمل للوصول إلى اتفاق شامل يحقق الأمن والاستقرار لأوكرانيا، ويعالج تبعات الحرب، ويمهّد الطريق أمام إعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة. وتُعد هذه الجولة من المحادثات واحدة من أكثر المحطات أهمية في مسار المبادرة الأمريكية، خصوصًا في ظل استمرار المجتمع الدولي في البحث عن حلول سياسية توقف التصعيد العسكري وتخفف من الأعباء الإنسانية التي خلفها النزاع.




