
تشهد محافظة المنوفية حالة من الاستنفار بعد ارتفاع منسوب مياه نهر النيل وغمر أجزاء من أراضي طرح النهر، ما أدى إلى تضرر عدد من المنازل والأراضي الزراعية، خاصة في قرية دلهمو بمركز أشمون، وسط جهود مكثفة من الأجهزة التنفيذية لاحتواء الموقف وحماية المواطنين.
وقام اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، بجولة ميدانية لتفقد المناطق المتأثرة، وعلى رأسها الجسر المؤدي إلى جزيرة أبو داوود بقرية جزي، حيث وجه برفع منسوب الجسر وتزويده بالإنارة، مع حصر الأراضي المتضررة وإعفاء أصحابها من الإيجار السنوي بالتنسيق مع وزارة الري، مؤكدًا تقديم الدعم الكامل للأسر المتضررة.
ورفعت المحافظة درجة الاستعداد القصوى بجميع الوحدات المحلية، مع استمرار أعمال تدعيم السدود ورفع الجسور وتكثيف التنسيق بين الجهات المعنية، كما جرى تنفيذ إجراءات عاجلة، منها رفع منسوب طرق المعديات في عدد من القرى بأكثر من ألفي طن من نواتج الهدم، لتأمين حركة المواطنين ومنع تسرب المياه للمنازل.
وفي الوقت نفسه، أعلنت مديرية الصحة بالمنوفية رفع حالة الطوارئ بجميع المستشفيات، تنفيذًا لتوجيهات وزير الصحة، مع تعزيز نقاط الإسعاف بسيارات مجهزة للتدخل السريع، وتأكيد توافر الأدوية والمستلزمات الطبية.
ورغم التحذيرات الرسمية، لا يزال بعض الأهالي يرفضون إخلاء منازلهم الواقعة على حرم النهر، مؤكدين أن لا مأوى آخر لديهم، ما يجعلهم يواجهون خطر الغرق مع كل فيضان جديد.
ويرى مراقبون أن جذور الأزمة تكمن في إقامة منازل على أراضي طرح النهر المنخفضة، مما يجعلها عرضة للغمر سنويًا، داعين إلى وضع خطة دائمة لنقل السكان إلى مناطق آمنة وإنهاء معاناتهم المتكررة، وبينما تواصل الأجهزة التنفيذية جهودها، تبقى الأنظار معلقة بقرى المنوفية التي يتهددها فيضان النيل عامًا بعد عام.
المصدر :الموجز العربي