
الملكة تي: ملكة من عامة الشعب وحكمت كل الشعب
ظهرت الادوار الحضاريه العظيمه التي قامت بها المراه المصريه منذ ما قبل التاريخ، وهنا ستظهر لنا بالمقارنه تلك المكانة الرفيعة التي حصلت عليها المرأة
المصرية، منذ الاف السنين وبينت لكم دوه ترك الدعوى المتخلفه التي نادى بها ناشطي حقوق المراة حاليا لتحصل عليها، في حين ان في وقتنا هذا ونحن في
القرن ال21 يحدث اغلاق مدارس البنات و منع النساء من الخروج من البيوت واستعباد المراه عن ممارسه اي عمل من الاعمال العامه في بعض الاماكن، و
نحن هنا بصدد ملكة من عامة الشعب لم تكن ذات دم ملكي، ولم سليلة الملوك، فقد كان ابواها يعيشان في مدينه اخميم محافظه سوهاج حاليا وابوها
ضابط بالجيش المصرى حصل على رتبه قائد العجلات الحربيه، وقائد سلاح الفرسان وكانت امها كاهنة في معبد الاله ميين مما يدل علي انها نشات في اسره
على قدر من العلم والثقافه والدين والمستوى الاجتماعي.
كانت الملكة تي على قدر كبير جدا من الجمال الساحر وكان الوقوع في حبها اجباريا، لذلك اختارها الملك امنحتب الثالث زوجه له ضاربا عرض الحائط التقليد
المتابعه والتي تقضي بضروره زواج الملوك من سليلات الملوك وكانت مصر في عهده امبراطوريه واسعه الارجاء تمتد شمالا من العراق وسوريا ولبنان
والاردن وفلسطين حتى الحدود الليبيه وتمتد جنوبا حتى السودان وبلغت مصر في ذلك العهد مبلغ لم تشهد اي دوله من دول العالم القديم من ناحيه الثراء
يعني ان مصر كانت اول مصاف الدول العالم المتقدمه وكانت هي التي تقود مقطوره العالم وذات والنفوذ السياسي والثقافي، وقد ارجع بعض المؤرخين
وعلماء الحضاره ان الامبراطوريه المصريه كانت في حقيقه الامر وحده افريقيه اسيويه بزعامه مصر.
عرف التاريخ زوجها بانه كان مولع بحب التمتع بنعم الحياه ولذائذها فقد بل قد بلغ عدد الجواري والمحظيات في البلاط الملكي عدت مئات كان يحضرها
بالجمله من مختلف المناطق الاسيويه والافريقيه التابعه للدولة المصريه ومع ذلك فقد كان امنحتب يقدر ما كانت تتمتع به الملكة تي من الذكاء والفطنه
ورجاحة العقل وقوه الشخصية ولذلك فقد حرص على ان يشركها معه في الحكم، وممارسه كل اعمال الرسميه المتعلقه بالسياسة الداخليه و الخارجيه و
الخارجيه،
تظهر لنا قاعه العرض الرئيسيه بالمتحف المصري بالقاهره تمثالا ضخما للملك امنحتب الثالث وزوجته التي احبها بصدق بحجمين متماثلين وهو وضع لم تصل
ليه قبلها اي ملكه من ملكات مصر الاخريات عند نحت تماثيل او تصوير او نحت حتي في النقوش الجدارية ، فقد كانت تظهر الزوجة اصغر حجما من الزوج
وكان ذلك قبل عهد الاسرة ال 18 وتدل الشواهد الاثريه من رسائل رسميه داخلية مصر او وردت اليها من البلاد الاجنبيه على المكانة السياسيه الرفيعه التي
كانت للملكة تي سواء في عهد زوجها او في عهد ابنها اخناتون الذي تولى الحكم وهي كانت وصيه عليه بعد وفاه ابيه كما انه هنا شواهد اثريه اخرى تدل
على ان كبار رجال الدوله والحكم في مصر كان يستشيرونها في الشؤون المتعلقه بالسياسه الداخليه و السياسه الخارجيه ونتيجه الانهماك التي كانت لزوجها
في التمتع بالحياة خاصة في اواخر ايامه وتكاثر الامراض عليه وانهارت حالته الصحية في اواخر سنوات حكمه، فإحتفظ بالسلطه الاسميه بينما تولت الملكة
تي الممارسه الفعلية لشئون الحكم على اساس من العداله والمساواه وتحقيق ما يمكن ان نسميه باقتصاد الرفهيا وحق اننا الشعب في التعليم فازداد عدد
المدارس التي كان المصريون يطلقون عليها بيوت الحياه كما حرصت على توفيرسبل التعليم العالي للاذكياء من الطلاب المدارس الاوليه والمتوسطه و
المميزون.
كرم االملك امنحوتب الثالث (1353-1390) قبل الميلاد زوجته الملكه تي ببناء معبدا اسمه سندال وايضا معبد سمنه، كما عثر في تل العمارنه علي القلاده
من عهد الملك امنحتب الثالث تخص الملكه تي، وقد صور على جانب منها الملك امنحتب الثالث جالسا على كرسي مرتين مرة بالتاج الابيض و المرة الاخري
بالتاج الاحمر، وخلفوا الملكه تي مرتديه التاج الريشي وعلى الجانب الاخر من القلاده الملك والملكه جالسين على الكرسي نفسه وقد نقشت صورة ابنتهما
امامهم وقفتان والمنظر خلال الاحتفال بعيد السد.
ومن دلائل لاحترام و المحبة من الملك للملكة فقد كرم ابويها واطلق علي ابيها اسم الاب الاله والجدير بالذكر ان تي ابنه يويا و تويا الذان وجدت مقبرتهما
في وادي الملوك والان معروضتان في في خامة في المتحق ف المصري، برغم من انهم كانا في البداية من عامة الشعب ولكن لحب الملكة ولامانة الاب و
الام فقد ارتقيت مناصبهم ومكانتهم في مصر.