توب ستوريخدمي

المرأة الشكاكة.. بين الخوف من الخيانة وفقدان الثقة بالنفس

الشكّ، حين يتسلل إلى قلب المرأة، يصبح كالنار الهادئة التي تلتهم كل ما حولها دون أن يشعر أحد. المرأة الشكاكة لا تولد هكذا، بل تُصنع عبر تجارب مؤلمة، أو خيبات متكررة، أو بيئة زرعت فيها فكرة أن الأمان مؤقت وأن الخيانة ممكنة في أي لحظة.

في بدايات العلاقة، قد يبدو شكّها حرصًا، واهتمامًا زائدًا بمن تحب، لكنها في الحقيقة تحاول السيطرة على مخاوفها. تبحث في التفاصيل الصغيرة، تراقب نبرة الصوت، تفتش الهاتف، وتعيد تحليل الكلمات، وكأنها تحاول حماية قلبها من الانكسار قبل أن يُكسر بالفعل.

غالبًا ما تكون جذور الشك مرتبطة بانعدام الثقة بالنفس. فالمرأة التي لا تشعر بجمالها أو قيمتها الداخلية تميل إلى مقارنة نفسها بالنساء الأخريات، وتخشى أن تُستبدل أو تُهمّش. كما أن العلاقات السابقة، إن كانت مؤذية أو خائنة، تترك بصمة تجعلها تضع كل الرجال في خانة الاتهام، حتى دون دليل.

لكن الشكّ، مهما كانت أسبابه، هو سلاح ذو حدين. فهو لا يحمي العلاقة، بل يخنقها. الرجل، حتى لو كان مخلصًا، سيشعر بالاختناق إن وجد نفسه دائمًا تحت المراقبة، وستتحول العلاقة من حبٍّ واحتواء إلى تحقيقٍ ومواجهةٍ يومية.

الحل يبدأ من الداخل، من مواجهة الجذر الحقيقي للمخاوف لا نتائجها. على المرأة أن تعيد بناء ثقتها بنفسها قبل أن تثق في الآخرين، أن تضع حدودًا واضحة بين الغيرة الطبيعية والشك المرضي، وأن تتذكر أن من يريد الخيانة سيجد طريقه مهما كانت الحواجز.

وفي المقابل، يحتاج الرجل إلى أن يدرك أن طمأنة المرأة الشكاكة لا تكون بالانفعال أو التوبيخ، بل بالاحتواء والصراحة المستمرة. فالكلمة الصادقة، والاهتمام الصادق، قادران على هدم جدار الشكّ ببطء، حتى يتحول الخوف إلى طمأنينة.

المرأة الشكاكة ليست عدوًا للحب، بل هي إنسانة تخاف أن تفقده. وكل ما تحتاجه هو الأمان الحقيقي، لا المراقبة ولا الوعود، بل شعور داخلي بأن من أمامها يستحق الثقة، وأنها تستحق أن تُحب دون قلق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى