التعليمتوب ستوري

المدينة المحصنة…الكرنك محفوفة بالنور واعمدة المعابد

المدينة المحصنة، الاكثر هيبة ووقارا، تلك التي تسكنها الالة، و تجتمع فيها، لكل

منها بنايته، انها مدينة محفوفة بالنور واعمدة المعابد، مدينة الكرنك، التي

تستلقي غير اهبة لايادي المخربين من الاشوريين و الفرس والمستكشفين

الاوائل، في عاصمة مصر القديمة “طيبة” سابقا “الاقصر” حاليا، ، تضم اقدم

واعظم مجمع اديان في العالم، في مملكة الاحياء علي البر الشرقي للنيل.

 

الكرنك ابدا لم يكن معبدا واحدا، ولا معبودواحد، او حتي اسرة أو مجموعة

اسرات، فقد بدا العمل فيه في عصر الاسرة الوسطي (2055-1650ق.م)،

ولكنها بالفعل كانت ارضا مقدسة، من قبل، وقد بدا عملية دمج الاله امون مع رع

ليكون “امون رع”، وقد شيد اول ملوك الدولة الوسطي الملك “سنوسرت الاول”

بعد توحيد مصر مرة اخري “المصلي الابيض”، ومحكمة الدولة الوسطي، وهي

طبعا اقدم ما وجد في الكرنك.

ثم طابت الفكرة خلال الدولة الحديثة، ففي الاسرة ال18 بدات فكرة الاله

المدموج “امون رع” في الانتشار و بدا يكون اله للحرب، ولان التوجه في الاسرة

ال18 و ال19 الي فكرة التوسعات فكان لابد من الاهتمام و اقامة المعابد لنيل

البركات، قبل الذهاب للفتوحات، وقد بنيت عشرة صروح علي مراحل، ولذلك قام

ثاني ملوك الاسرة ال18 الملك امنحوتب الاول معبدا هناك، وتلاه الملك تحتمس

الاول فاقام الصرح الرابع و الخامس، و مسلتين من الجيرانيت لا تزال احداهما

قائمة.

تلتهم في البناء المراة الحديدية التي حكمت عرش مصر ل23 سنة الملكة

حتشبسوت ففقامت ببناء الصرح الثامن و مسلتين واحدة منهم لاتزال موجودة

وتبلغ 28م تراع في اتجاه السماء، وبناء المصلي الاحمر للتتعبد امام معبد امون

رع، من الكوارتز الاحمر ونحتت عليه حتشبسوت بذقن كالرجال، و بعد نتهاء

حكمها قام تحتمس الثالث بهدمة، وبني الصرحين السادس و السابع ، الا ان

الصرح السادس هو الاصغر، له بوابات من الجيرانيت، و قد نحت علي جدران

الصرح الجيرية نقش للملك وهو يحاكم الاسري الاسيوين والافارقة من سواحل

الصومال و اريتريا حاليا، وقد تم نقل تمثال امنحتب الثاني ابن الملك تحتمس

الثالث للصرح السادس، وقد ظهرت عليه معاول تدمير الملك اخناتون، اضاف

تحتمس الثالث اسمه علي مسلات حتشبسوت، وبني حولها جدار من الطوب

 

الطيني، ثم جاء امنحتب الثالث الذي قام ببناء الصرح الثالث، و صفي الاعمدة

العملاقة في قاعة الاحتفالات.

وجاء اخناتون، وبني اول معبد لاتون، في شكل مختلف ساحات مفتوحة لدخول

اشعة اتون و مذبح و بعض الابنية كسكن للقائمين علي خدمة اتون، ولكن بضغط

الكهنة علي حور محب تم هدم  المعبد و استخدام جدرانه في البنايات و الجدران

الخاصة بحور محب في الصرح  التاسع و العاشر، وقد انجز كل من حور محب،

ورمسيس الأول وسجل علية رمسيس الثاني اسمة واضيفت اليه إضافات من

عهد يورجتيس الثاني “بطليموس السادس”، وكان طوله 97م وارتفاعه 29م

وسمكه 14م. وفي عام 1954م عثر بالقرب منه على تمثال ضخم للملك “باي

نجم ابن بعنخي”، من ملوك الأسرة الحادية والعشرين ويعتقد ان الملك “باي

نجم الأول” اغتصبة من الملك رمسيس الثاني، وقد سجل رمسيس السادس

اسمه علي القاعدة، و يظهر تمثال رمسيس الثاني واقفا ممسكا بيديه الرموز

الملكية ولابساً التاج المزدوج، وقد وقفت أمام ساقيه ابنته “بنت عنات” ويبلغ

ارتفاع التمثال 260سم بالتاج وهو منحوت من حجر الجرانيت الوردي.

يقف التمثال على اليسار، عثر أيضا بالقرب منه على لوحة الملك كامس الخامس

الشهيرة، وفي مقدمة الصرح الثاني (سقفية توصل إلى المدخل) ترجع إلى عهد

الملك طهرقا الكوشي الذي حكم في الاسرة ال25 وجددها الملك بسماتيك

الثاني احد ملوك الاسرة ال26 ونسبها الي نفسه.

اما الصرح الاول، فهو اخر ما تم بناءه، وهو المدخل الرئيسي للمعبد، وأحد

المداخل الثمانية للمعبد والذي بُني باتجاه الغرب، ويعتقد الأثريين أن هذا السور

قد بناه الملك نختنبو من ملوك الأسرة الثلاثين والأخيرة في التاريخ المصري

القديم.

تجسد الاله خنوم، في هيئة كبش ليخلق مادة الانسان من طمس النيل

ولتبجيله لانه من الالهة المصرية الرئيسية تم نحته في صخور الحجر الرملي

النوبي المصري في هيئة ابو الهول جسد اسد و راس الكبش، كما تم نحت

تمثال لابو ا لهول بجسد اسد و راس انسان

علي طول الطريق الممتد من معبد امون الي البوابة التي اقامة الملك

فلادلفوس، محاط ببحيرة عظيمة اسمها اشرو، والي الجنوب من معبد امون رع

ومتصلا به عن طريق طريق الكباش من نهاية الصرح العاشر ايضا نجد مبعد الاله

موت، وموت زوجة امون رع، واحد الهة السماء، يعتبر الملك أمنمحات الأول هو

اول من قام ببناء اساسيات معبد الاله موت في عصر الدولة الوسطي الفرعونية

ثم قيام الملك أمنحوتب الثالث ببناء باقي اجزاء المعبد بالكامل، وتم اكتشاف

خراطيش ملكية ترجع الى عصر الملك تحتمس الثاني والملك تحتمس الثالث من

الأسرة ١٨، ثم قام الملك رمسيس الثاني بنحت تماثلين ولوحات وتلاه رمسيس

الثالث وقام ببناء معبد لنفسه ولكنه تم استخدامه حتى ملوك الاسرة ٢٥ ثم

أصبح محجرا لتجديد وترميم المعابد في الكرنك،

قام الملك الكوشي طهرقا ببناء بوابة من الحجر الرملي وبناء صالة من الاعمدة

مواجهًة للجنوب بالإضافة لبعض المباني والتمرميات في معبد موت نفسه  ثم

قام الملك بطليموس السادس خلال العصر البطلمي ببناء كنيسة داخل مجمع

معبد موت في الكرنك.

يحتوي المعبد علي طريق الكباش الذي يربط بينه و بين معبد الكرنك،Wat nTr،

والسور المحيط: تاريخ بناء هذا السور غير محدد حتى الآن، إلا أنه من المؤكد أنه

ليس من عهد أمنحوتب الثالث و أحتى رمسيس الثانى، إذ أن المنظر المشار إليه

سابقا في المقبرة TT2 لم يشر إليه مما يعنى أنه لم يكن موجوداً حينها، لذلك

يقال انه يرجع الى عهد نقتنبو الأول ثم اضيف اليه بعض الاضافات، يحيط هذا

السور مساحة 90 ألف متراً مربعا في حين مساحة هذا المعبد لا تتعد 5 ألاف

متراً مربعا،ً ويحتيط هذا السور داخله معابد اخري إذ يحتوط معبد موت الرئيسي،

ومعبدي رمسيس الثاني و الثالث، و يحتوي هذا السور في منتصف جداره

الشمالى على صرح يرجع تاريخ إنشاءه إلى الملك بطلميوس الثاني

)فيلادلفوس(، وهنا نلحظ نصاً يفيد تأكيد فكرة توحيد موت وسخمت)

 والصرح الأولbxnt: وقد شيده الملك أمنحوتب الثالث، ثم قام الملك سيتى

الثاني و رمسيس الثالث بترميمه و نقشا اسميهما عليه، بالإضافة الى اسم

بطلميوس السادس، و المناظر الكاملة المتبقية منه في الحقيقة هي فقط

مناظر المعبود “بس” بشكله المعتاد.

يلى الصرح الأول الفناءُ الأول المكشوف، ومنتصفه صفتان من الأعمدة كل صفة

تتكون من خمسة أعمدة، إلا أن هذا الفناء قد تهدم الآن، و قد احتوي عدد كبير من

التماثيل للمعبودة “سخمت”)،تحمل اسم الملك أمنحوتب الثالث، لذا افترض

العديد من العلماء أن المعبودتان سخمت و موت اتحدا

 الفناء المكشوف الثاني:  قد تكون بقاياه تسمح لنا بإعادة تخيله ، فهو عبارة عن

فناء مكشوف يحيط به اعمدة، ولقد عثر بهذا الفناء على العديد من تماثيل

المعبودة سخمت. وكان أحد هذه التماثيل يحمل اسم الملك “شاشانق الأول”

 

صالة الأعمدة: تقع هذه الصالة بالجنوب من الفناء الثانى، ومهدمة، وهي عبارة

عن صالة مستطيلة صغيرة، ويحمل سقفها 8 أعمدة مقسمة على صفين بواقع

أربعة أعمدة في كل صف.

قدس الأقداس: يقع قدس الأقداس جنوب صالة الاعمدة، للاسف مهدمة كاملا .ً

ولقد عثر في الجانب الغربي له على مجموعة من تماثيل لقردة البابون التى قد

صنعت من الحجر الرملى. و في نهاية قدس الأقداس يوجد باب مؤدي إلى

البحيرة المقدسة.

والان انظر حيث تشرق الشمس، وسر علي خطي اشراقها، نحن الان امام معبد

اله الحرب، جسد رجل فتي، و رأس صقر، والده امون، و امه الالهة موت، وقد

تجسد في هيئة ثيران، وهو حامي حمي طيبة الارض ارض الاله، حيث بُني

المعبد خلال الدولة الديمة، محاط بسور وله بستان مقدس، والان هو اطلال

تحاول الحكومة جاهد حمايته، وايقاف تعدي المدينة المعاصرة علي اطلاله.

 

وهنا في فناء معبد امون رع، يتباهي خنسو اله القمر والشباب بمعبده، بناه

رمسيس الثالث، بوبابته في نهاية طريق ابو الهول، قام بطليموس الثالث ببناء

بوابة كبيرة وجدار التطويق للمعبد.وللاسف تهدم كله عدا البوابة، وقد كانت

النقوش داخل الفناء الأمامي للمعبد مصنوعة في زمن حريحور .

أقيم البهو ذا الاعمدة من قبل نختنبو الأول وهو ليس كبير الحجم، تم العثور في

الداخل على اثنين من قرود البابون التي يبدو أنها نحتت في زمن سيتي الأول.

ربما كانت تنتمي إلى المبنى السابق على الموقع، كما يمكن رؤية العديد من

الكتل ذات الزخارف التي لا مثيل لها والمقلوبة ، مما يدل على كمية إعادة البناء

وإعادة استخدام المواد من مجمعات المعبد المحيطة بها ، خاصة في العصر

البطلمي .

واخيرا وقد يكون ليس اخرا، فجعبة مصر لا تزال تحوي العديد من الاسرار، معبد

الاله بتاح اله منف، وواحد من اهم اله الثالوث المقدس، وقد خصص المعبد

لعبادة الاله بتاح وزوجته سخمت، اعتمد التصميم المعماري للمعبد على بناء ٦

بوابات قريبة من بعضها البعض، حيث تم بناء البوابة الأولى والثانية في عصر

البطالمة بينما تحتوي البوابة الثالثة على عمودين مترابطة مع البوابة الرابعة،

البوابة الخامسة تصل الى رواق يحتوي على ٤ أعمدة، بينما البوابة السادسة

تمر عبر مجموعة من الأبراج الحجرية ثم نجد تمثال الاله بتاح، بل هي منطقة

تضم العديد من الالهة فتضم كبيرهم الاله امون رع.

تزخر ارض مصر بالاسرار  والحكايات ما علي الباحثيت سوي التنقيب و التحقيق

كي تبوح بما في قلبها من اثار وحكايات.

المراجع

  • V Brock, The Temples of Karnak, Transilated by R.A De Lubicz, Hong Kong.

  • رضوان )منصور(، طريق الآلهه بين معابد الك ن رك و ا لقصر،مطابع وزارة الدولة لشؤن الآثار، القاهرة، الطبعة ا لولى، 2013

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى