الفرق بين التحرش والاغتصاب وهتك العرض

في ضوء تزايد جرائم الاعتداء على الأطفال في مصر، خاصة بعد تورط بعض الأطفال في ارتكاب هذه الجرائم ضد من هم أصغر سنًا، أصبح تعديل قانون الطفل المصري مطلبًا عاجلًا لتعزيز الحماية القانونية وضمان ردع الفاعلين.

ويأتي التعديل ليوضح الفروق الدقيقة بين التحرش الجنسي، والاغتصاب، وهتك العرض، وتحديد العقوبات المقررة لكل جريمة، بما يحقق العدالة ويصون حقوق الأطفال.

التحرش في قانون الطفل المصري

وفقًا للمحامي محمود الحديدي، يُعرّف التحرش الجنسي بأنه أي سلوك جنسي لفظي أو جسدي، بما في ذلك الإشارات أو التلميحات أو التعرض الجسدي، يُمارس دون موافقة الضحية، ويؤثر على حرية وسلامة الطفل النفسية. ويعد التحرش اعتداءً قانونيًا يعاقب عليه.

وتنص المادة 306 مكرر من قانون العقوبات على أن مرتكب التحرش في الأماكن العامة أو الخاصة باستخدام أي وسيلة، بما في ذلك التكنولوجيا، يُعاقب بالحبس من سنتين إلى أربع سنوات، وتصل العقوبة إلى السجن لمدة لا تقل عن 7 سنوات إذا كان الفاعل ذو سلطة على الضحية، أو إذا ارتكبت الجريمة جماعيًا أو بواسطة مسلح.

الفرق القانوني بين التحرش والاغتصاب

الاغتصاب يُعد من أخطر الجرائم الجنسية، ويقع عندما يُمارس الفاعل مواقعة جنسية بالإكراه دون رضا الضحية، باستخدام القوة أو التهديد أو استغلال ضعفها بسبب العمر أو العجز. وتكفي غياب الموافقة والإكراه بأي صورة لإثبات الجريمة دون شرط المقاومة الفعلية للضحية.

وتنص المادة 267 من قانون العقوبات على عقوبة الاغتصاب بالإعدام أو السجن المؤبد، وتزداد شدة العقوبة إذا كانت الضحية تحت 18 عامًا أو إذا كان الجاني من أقاربها أو من المسؤولين عنها.

هتك العرض وعقوباته

يُعرف هتك العرض بأنه اعتداء جنسي غير مواقعة يشمل اللمس أو التعري القسري أو أي سلوك جنسي يهدد كرامة الضحية. ويشمل الضحايا ذكورًا وإناثًا من جميع الأعمار.
وتنص المادة 269 من قانون العقوبات على معاقبة مرتكب هتك العرض بالسجن، وتصل العقوبة المشددة إلى 7 سنوات أو أكثر إذا كان الضحية قاصرًا أو تحت سلطة الفاعل، أو إذا كان عمر الطفل أقل من 12 سنة.

جدول المقارنة بين الجرائم

يشدد الخبراء القانونيون على أن توضيح هذه الفروقات القانونية يعزز الحماية القانونية للأطفال، ويركز على الردع الفعّال للجرائم الجنسية، مع مراعاة حقوق الطفل النفسية والجسدية، ويُعتبر خطوة مهمة نحو مجتمع أكثر أمانًا وحماية للجيل الصاعد.