


أعلن النجم العالمي جورج كلوني، البالغ من العمر 63 عامًا، عن تحوّل لافت في مسيرته الفنية، مؤكدًا قراره التوقف عن تقديم أدوار الرومانسية التقليدية، وترك هذه المساحة للجيل الجديد من نجوم هوليوود. وجاء ذلك خلال مقابلة حديثة، أوضح فيها أن هذا القرار نابع من قناعة شخصية ومهنية، وليس انسحابًا من الساحة السينمائية.
وكشف كلوني أن نقاشًا صريحًا جمعه بزوجته أمل كلوني عند بلوغه سن الستين كان نقطة التحوّل الحاسمة، إذ أدرك أن الاستمرار في أداء مشاهد رومانسية مع ممثلات أصغر سنًا لم يعد مناسبًا، رغم احتفاظه بنشاطه الجسدي وقدرته على مجاراة الشباب. وأكد أن العمر يفرض على الفنان إعادة تقييم خياراته، تمامًا كما فعل النجم الراحل بول نيومان في مراحل متقدمة من مسيرته.
وأشار كلوني إلى أن قراره لا يعني الابتعاد عن التمثيل، بل إعادة ترتيب الأولويات الفنية والتركيز على أدوار أكثر نضجًا وعمقًا، تتناسب مع خبرته الطويلة ومكانته السينمائية. واستعاد في هذا السياق ذكريات من بداياته، حين تعرض لانتقادات من أحد المخرجين بسبب أسلوبه في مشاهد التقبيل، معتبرًا أن تلك التجارب أسهمت في وعيه المبكر بأهمية اختيار الأدوار بعناية.
وخلال السنوات الأخيرة، اتجه كلوني بالفعل نحو أدوار درامية وإنسانية مركّبة، كان آخرها فيلم “Jay Kelly” للمخرج نوح بومباخ، الذي عُرض في مهرجان البندقية السينمائي 2025 ونال تحية حارة استمرت 8.5 دقيقة. ويتناول الفيلم قضايا الشهرة والضغوط الاجتماعية والصراعات الأسرية، مبتعدًا عن قالب الرومانسية التقليدية.
ويُعد هذا التوجه جزءًا من استراتيجية أعلنها كلوني سابقًا، إذ أكد أنه لا يرغب في منافسة الممثلين الشباب على أدوار الحب، مفضلًا التركيز على أعمال تعكس نضجه الفني والإنساني. ورغم ذلك، يبقى إرثه الرومانسي حاضرًا في ذاكرة الجمهور من خلال أفلام بارزة مثل One Fine Day، وOut of Sight، وUp in the Air، وTicket to Paradise.
ويرى مراقبون أن قرار كلوني يحمل دلالة رمزية في صناعة السينما، إذ يفتح الباب أمام انتقال طبيعي للنجوم المخضرمين نحو أدوار أكثر عمقًا، ويمنح الجيل الجديد فرصة لقيادة المشهد الرومانسي، في خطوة تعكس احترام الفنان لواقعه العمري ومسؤوليته المهنية.





