بعد سنوات من الفوضى والزحام، عادت منطقة العتبة في قلب القاهرة لتتألق بعد أعمال التطوير التي أعادت لها جمالها ونظامها، لتصبح واحدة من أكثر ميادين العاصمة حيوية وجذبًا للسكان والزوار. تقع العتبة على مقربة من المسرح القومي، وتعد مركزًا تجاريًا وثقافيًا هامًا يجمع بين الأسواق الشعبية والمعالم التاريخية.
يعود سبب تسمية العتبة إلى عهد الأمير رضوان كتخدا، الذي بنا قصره في المنطقة وأطلق عليه اسم “العتبة الزرقاء” نسبة إلى لون عتبة القصر. ومع مرور الزمن وتحديدًا في عهد الخديوي إسماعيل، تم تغيير اللون إلى الأخضر، فصارت تعرف باسم “العتبة الخضراء”.
وتتميز العتبة بتنوع معالمها التي تعكس التاريخ العريق للمدينة، منها ميدان العتبة الذي يُعد من أهم الميادين، ويحتضن العديد من الفعاليات والمناسبات الثقافية. كما يُعتبر سوق العتبة من أكبر الأسواق الشعبية في القاهرة، حيث يقدم مختلف السلع من مستلزمات دراسية وتجهيزات الزواج إلى منتجات يومية متنوعة.
ولا تقتصر العتبة على الأسواق فقط، بل تضم أيضًا حديقة الأزبكية، التي تُعد من أجمل الحدائق بالقاهرة، وتحتوي على نباتات وأشجار نادرة، بالإضافة إلى مسجد الكخيا الذي يتميز بالزخارف الإسلامية الأصيلة ويعكس فن العمارة التاريخي في المدينة.
وتُعد العتبة اليوم نموذجًا حيًا للتجديد الحضري الذي يمزج بين التراث والتطوير، ويؤكد أهميتها كمركز جذب سياحي وتجاري في القاهرة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمناخ الحضاري والتسوق والترفيه في آن واحد، بينما يعكس الاسم التاريخي للمنطقة مراحل تطورها من “الزرقاء إلى الخضراء”.
العتبة ليست مجرد ميدان أو سوق، بل هي قلب نابض بتاريخ القاهرة الثقافي والتجاري، وما تزال رمزًا للحياة اليومية والتجارة والفنون في العاصمة المصرية، مستقطبة آلاف الزوار يوميًا من جميع المحافظات.
