توب ستوريفن

الطفلة برلنتي عبد الحميد تفضح الدجال وتكشف كذبه

تحكي الفنانة برلنتي عبد الحميد أن طفولتها كانت مليئة بالمقالب والمفاجآت، إذ كانت – كما تصف نفسها – طفلة شقية لا تهدأ، حتى إن أفراد أسرتها لم ينادوها يومًا باسمها الحقيقي، بل كانوا يلقبونها بـ”العفريتة”. كانت تحب أن تداعب الجميع مداعبات تنتهي دائمًا بإحراج كبير، ثم تنقذهم منه في اللحظة الأخيرة بابتسامة بريئة.

ومن أكثر المواقف التي لا تنساها تلك الواقعة التي حدثت في بيتهم عندما ضاعت من والدتها قطعة حُلي ذهبية ثمينة، كانت تحتفظ بها منذ زمن طويل لأنها إرث عائلي من والدتها الراحلة. عمّ الارتباك المنزل، واجتمع الأقارب لمواساة الأم والبحث عن الحُلي المفقودة، حتى اقترح أحدهم الاستعانة بأحد “المنجمين” الذين يشتهرون بقدرتهم على معرفة السارق من خلال المندل.

بدأت الأحاديث تتوالى عن هذا الرجل الغريب، وكل واحد من الجالسين يروي قصة عنه تزيد من هيبته. تقول برلنتي: “رغم صِغَر سني، شعرت أن هذا الرجل ليس صادقًا، بل دجال يتلاعب بعقول الناس.”

وبينما ينتظر الجميع قدوم “العراف”، دخلت الطفلة غرفتها لتُحضر شيئًا يخصها، وفجأة لمحت قطعة الذهب داخل دولابها! لم تصدق عينيها للحظة، فأخفتها في جيبها، وقررت أن تتابع المشهد حتى النهاية لتكشف خداع هذا المنجم أمام الجميع.

دخل الرجل إلى البيت بعد قليل، استقبله الحاضرون بترحيب حار كأنه عالم كبير. جلس في وسط الغرفة وطلب فنجان قهوة وآخر مملوءًا بالزيت، ثم بدأ يتمتم بكلمات مبهمة ويشعل البخور، يصرخ أحيانًا ويهمس أحيانًا أخرى. وبعد دقائق من الصمت المصطنع، قال بصوت مهيب:

“السارق رجل طويل القامة، باع الذهب في مكان مزدحم، واحتفظ بالمال في جيبه!”

أحدثت كلماته بلبلة في البيت، وبدأت الشكوك تتجه نحو بعض الجيران، حتى اقترح أحد الأقارب استدعاء الشرطة للتحقيق في الأمر. عندها لم تتمالك برلنتي نفسها، فوقفت وسطهم وقالت بثقة الطفلة التي تملك الحقيقة:

“هذا الرجل كذاب ودجال!”

ثم أخرجت من جيبها القطعة الذهبية اللامعة أمام دهشة الجميع. ساد صمت ثقيل للحظة، قبل أن ينفجر الجميع بالغضب على الدجال الذي كاد يورط الأبرياء، فيما انسحب الرجل خجلًا وصمتًا قبل أن يُبلغ عنه أحد.

تقول برلنتي عبد الحميد إنها تعلمت من تلك الواقعة درسًا لم تنسه طوال حياتها: أن من يدّعي معرفة الغيب كاذب مهما تظاهر بالحكمة، وأن العقل وحده هو من يُنقذ الناس من خرافات المنجمين وأكاذيب الدجالين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى