
يشهد مهرجان مراكش السينمائي الدولي، اليوم الأربعاء، عرضًا عالميًا أول لفيلم “الست” داخل قصر المؤتمرات، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثانية والعشرين للمهرجان وقبل طرحه رسميًا في دور العرض المصرية والعربية يوم 10 ديسمبر الجاري.
ويعد الفيلم أحد أبرز الأعمال المرتقبة لعام 2025، نظرًا لتناوله السيرة الذاتية لكوكب الشرق أم كلثوم من خلال معالجة سينمائية معاصرة تتصدر بطولتها النجمة منى زكي، التي تخوض واحدًا من أصعب تحديات مسيرتها الفنية.
نجوم كبار يشاركون في العمل
ويشارك منى زكي في بطولة الفيلم الفنان محمد فراج الذي يقدم دورًا محوريًا في مسيرة أم كلثوم، إلى جانب مجموعة من الفنانين، بينهم: أحمد خالد صالح، تامر نبيل، سيد رجب، إضافة إلى ظهور نخبة من كبار النجوم كضيوف شرف، أبرزهم كريم عبد العزيز، أحمد حلمي، عمرو سعد، نيللي كريم، وأمينة خليل.
ويمنح هذا التنوع التمثيلي العمل ثراءً بصريًا وعمقًا إنسانيًا في تناول حياة واحدة من أعظم رموز الفن في العالم العربي.
الفيلم من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، وهما الثنائي المعروف بتقديم أعمال كبرى ترتكز على جودة الصورة وتماسك البناء الدرامي.
أحمد مراد: الفيلم من أصعب التجارب
وفي تصريحات سابقة، أكد الكاتب أحمد مراد أن فيلم “الست” يعد من أصعب الأعمال التي قدمها، كونه يعتمد على تقديم سيرة إنسانية واقعية لا تعتمد على المؤثرات البصرية أو الفانتازيا، بل على الغوص في ملامح شخصية استثنائية أثرت في وجدان ملايين العرب.
وقال مراد: “إحنا بنتكلم عن إنسانة كانت موجودة وسطنا، وكل جيل من حقه يشوف عنها حاجة جديدة، بدون مبالغة أو تجميل.”
وأشار إلى أن الفيلم يقدم أم كلثوم بصورة مختلفة عن الصورة النمطية المرتبطة بها، مع التركيز على جوانبها الإنسانية وتحدياتها كمبدعة وامرأة.
بوسترات مفبركة تثير الجدل
على الرغم من الحماس المحيط بالفيلم، إلا أن “الست” واجه موجة واسعة من الجدل خلال الأسابيع الماضية بعد انتشار ملصقات دعائية مفبركة نسبت للفيلم، بعضها كان مصممًا بالذكاء الاصطناعي.
وبادرت الشركة المنتجة والنجمة منى زكي إلى نفي صحة تلك الصور عبر بيان رسمي، مؤكدين أن جميع البوسترات المنتشرة غير حقيقية.
لاحقًا، نشرت منى زكي البوستر الرسمي، ما أثار نقاشًا جديدًا حول مدى تطابق ملامحها مع ملامح أم كلثوم، وهو أمر وصفه متابعون بالطبيعي نظرًا لصعوبة تجسيد شخصية تاريخية ذات حضور أسطوري.
سيرة ذاتية بصياغة حديثة
يقدّم فيلم “الست” معالجة جديدة لحياة أم كلثوم، متتبعًا رحلتها منذ نشأتها في القرى المصرية، مرورًا بمحطات اكتشاف موهبتها، وصولًا إلى مراحل التحول التي صنعت مجدها الفني.
ولا يقتصر الفيلم على الجانب الفني، بل يتعمق في التحديات الاجتماعية والثقافية التي واجهتها في زمن كانت فيه مشاركة المرأة في المجال الفني محفوفة بالانتقادات والمعوقات.
ويعمل صناع العمل على تقديم صورة واقعية لشخصيتها، تجمع بين القوة والإصرار والإنسانية بعيدًا عن المبالغة أو محاولة خلق صورة مثالية غير حقيقية.




