التعليمتوب ستوري

الحشاشون بين الإرهاب و الفدائية؟

الحشاشون بين الإرهاب و الفدائية؟ جاءت إلى الملك “فيليب السادس” ملك فرنسا رسالة تحمل في طياتها رائحة خوف العائدين من الموت.

 فعندما أراد ان يُجهز حملة صليبية جديدة علي الدول العربية لإسترداد الأماكن المقدسة في عام ۱۳۳۲م، عَاجَلَهُ القس الألماني “بروكاردس” الذي عاش في “رومانيا” فترة من الزمن برسالة بالغة الأهمية.

تنذر و تحذر وتحكي عن أخطار غريبة قد تواجهها تلك الحملة إلى الشرق، فالرسالة تحكي عن الحشاشين إنهم الشياطين الذين ينبغي أن يُلعنوا، إنهم تجار يبيعون نفسهم بمقابل، وهم متعطشون للدماء البشرية.

يقتلون الأبرياء نظير أجر، بل أن مظهرهم كالشياطين التي تتحول إلى ملائكة وذلك لأنهم يحاكون الحركات والثياب العصرية.

يَعرِفون كثيراً من اللغات والعادات و التصرفات للأمم و الأقوام الذين يعيشون فيها، وأكمل لم الأُقيهم ولم أراهم ولكني عرفت عنهم بشهرتهم.

لا أستطيع أن أتبينهم لأنهم يخفون أسمائهم الحقيقة، ولكن لتلاشي وحماية الملك هناك طريقة واحدة، وهي ألا يسمح بأي شكل من الأشكال إعطاء وظائف القصر الملك.

أو الخدمات إلا للموثوقين من الحاشية وألا يتم السماح لأحد بدخول القصر حتي إلا للمعروفين فقط.

نري ان القس صاحب الرسالة لم يري، ولكنه إعتمد علي ما إشتهرت به الجماعة، وعلي سماع حكياتهم فقط أصيب بكل هذا الذعر

فمن هم الحشاشين؟

لا ندري لماذا سموا بالحشاشين هل لإعتمادهم علي نبات الخشخاش فعلا أم

محورة من Assassins بمعني القتلة  أطلقها الصليبيون على الفدائية

الإسماعيلية ال”نزار”ية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وزعمائهم والذين كانت

طاعتهم لزعيمهم طاعة غريبة ففي أحد المواقف إجتمع “الصياح” مع أحد أعداءه

وطلب من أحد جنودة ضرب نفسه بالخنجر وفعل، وطلب من الأخر القفز من

أعلي مرتفع ففعل كأنهم مسلوبين وقال له أنظر كيف إنهم يبذلون أنفسهم في

سبيل عقيدتهم.

تبداء القصة منذ توفي “جعفر الصادق” في “المدينة” عام 148هجريا و765ميلاديا وحدث إنشقاق جديد بين العلوين فنتج عنه فرق جديدة منها أتباع “موسي الكاظم بن جعفر الصادق” وهي طائفة “الإثناعشرية” المعتدلون.

وفرقة “الإسماعيلية” والتي تطورت لتكون الباطنية أو الملاحدة وهي الفرقة التي تطورت حتي صارت الحشاشية (الحشاشون) وهي الفرقة المؤمنة بإمامة إسماعيل الإبن الأكبر من أبناء جعفر الصادق ثم إمامة محمد من بعد ابيهإسماعيل، وتبنت إمامة “”نزار”” إبن المستنصر، وقد تبنت هذه الفرقة التقاليد الثورية للتشيع وتطورت الفكرة في العقول من عصر لأخر مع التطور الإجتماعي.

وكان الحتم ان يتحول هذا الفكر الثوري إلى حركات تمرد وجماعات مسلحة تحارب في سبيل العدالة الإجتماعية ففي القرنين الثالث والرابع ولدت سلسلة من الأفكار الثورية واردة إيران (فارس القديمة) أو إفريقيا.

إنطلقت الدعوة “الإسماعيلية ال”نزار”ية “الحشاشون من كرمان ويزد جنوب شرق إيران وإمتدت إلى أواسط إيران وأصفهان ثم خوزستان شمال الخليج العربي ثم إلى هضبة الديلم جنوب غرب بحر قزوين وإستقرت في قلعة ألموت.

وشرقاً وصلوا إلى مازندران وإحتلوا مناطق:رودبار ولامسار وقوهستان.. ثم إحتلوا كثيراً من القلاع حتى وصلوا نهر جيحون ووصلت دعوتهم إلى سوريا، حيث إمتلكوا القلاع والحصون على طول البلاد وعرضها مثل: بانياس.

مصياف القدموس ،الكهف، الخوابي وسلمية. وقد أثارت هذه الحركة وزعيمها “حسنالصياح” الذعر والرعب في قلوب كثير من الناس: سواء كانوا من أعدائهم كالعباسيين والسلاجقة والصليبيين، أو الناس العاديين الذين خافوا على أرواحهم فسكتوا.

الحركة الاسماعيلية

كانت الحركة الإسماعيلية تعمل في سرية في زمن محمد إبن إسماعيل إبن جعفر الصادق حينها إنتقل مركز الدعوة إلى سملا ثم إلى تدمر ثم تولي أحمدإبن محمد إبن إسماعيل إبن جعفر الصادق.

فنقل الدعوة إلى سلمية في سوريا ثم إنتقلت الإمامة إلى ابنه رضي الدين عبدالله وإنتقلت في عهده الإمامة من التأسيس إلى العمل و الظهور ثم إستلم من بعده الراية عبد الله إبن رضي الدين حيث إنتقل بالخلافة إلى المغرب العربي ولما توفي الإمام عبد الله الرضى تولى ابنه “أحمدالوفي” إمامة الإسماعيلية.

وبعد وفاته خلفه ابنه الإمام “الحسين بن أحمدبن عبد الله” الذي اشتهر باسم محمد الحبيب.

وفي عهد هذين الإمامين بلغت الدعوة الإسماعيلية أوج انتشارها ، فقد إنتشر دعاة الإسماعيلية في كثير من أرجاء العالم الإسلامي كاليمن، وشمال إفريقيا والمغرب، والبحرين، والأحساء، وعُمان، فضلاً عن بلاد العجم ولما توفي محمد الحبيب خلفه في إمامة الإسماعيلية ابنه “عبيد الله”. وفي عهد الإمام عبيد الله نجح دعاة الإسماعيلية في نشر دعوتهم في بلاد المغرب حتى أصبحت مهيأة لقيام دولتهم، فإستدعوا الإمام عبيد الله من سلمية.

وذهب عبيد الله إلى المغرب في رحلة طويلة وشاقة، إستطاع خلالها الإفلات من مراقبة الخلفاء العباسيين، حتى وصل إلى المغرب والتقى بشيعته وأعلن الشيعة الإسماعيلية قيام “الدولة الفاطمية” في المغرب في شهر ربيع الأول من سنة 795 ه/ 909 م وأصبح عبيد الله يلقب “عبيد الله المهدي أمير المؤمنين. وتوفي الإمام عبيد الله المهدي سنة 177 ه/ 911 م، وتتابع على حكم الدولة الفاطمية أولاده وأحفاده من بعده.

حتى تولى الخلافة سنة 141 ه/ 971 م “المعز لدين الله الفاطمي” الذي نجح في إحتلال “مصر” سنة 175 ه/ 969 م وضمها للدولة الفاطمية، وجعل من القاهرة عاصمة للدولة الفاطمية، ثم أرسل قائده جوهر الصقيلي فإستولى على بلاد الشام ،ثم توالى الخلفاء الفاطميون على حكم “”مصر” والمغرب” حتى وصل إلى الحكم الخليفة “”المستنصر”بالله معد أبو تميم” سنة 475 ه/ 1017 م.

عهد الخليفة المستنصر

وفي أوأخر عهد هذا الخليفة شهدت “مصر” أزمة اقتصادية وسياسية خطيرة عُرفت “بالشدة المستنصرية”، إذ إنخفض منسوب مياه نهر النيل، وأصاب البلاد فقر شديد، وتبع ذلك غلاء الأسعار وانتشار المجاعات والأوبئة، وقد ساعد على تفاقم الأزمة الاقتصادية ضعف الحكومة، وعدم وجود وزراء أقوياء، وحتى بعد أن انتهت “الشدة المستنصرية”

بعد سبع سنوات لم تستطع الدولة إعادة الأمن والإستقرار إلى البلاد بسبب كثرة الفتن والاضطرابات، فإستعان الخليفة “المستنصر”

“بوالي عكا أمير الجيوش” بدر الجمالي” الأرمني الأصل، فدخل “مصر” سنة 466 ه/ 1051 م، فقلده الخليفة “المستنصر”الوزارة إلى جانب إمارة الجيش فستولي علي كل شيء في “مصر” من ولي العهد “”نزار”” واولاده من بعده وقد انسحب البعض من تلك المبايعة و اعطوا ولائهم لولي العهد “نزار”.

وكان علي رأسهم الحسن إبن الصياح الذي بدأت في عهده تتطور الفرقة الإسماعيلية لتظهر لنا فرقة الباطنية وسموا بالحمرة

لانه كان اللون الخاص بيهم والسبعية لإيمانهم بدور حياة الإمام السبعة مراحل وهي الإمامة،شيخ الجبل، كبار الدعاة، الرفاق، الفداوية، اللاصقون، المستجيبون، وسموا ايضا بالحشاشون.

ظلت الإسماعيلية طائفة سلمية حتي ظهر الصياح هو حسن بن علي بن محمدالصياح الحميري، ولد عام 410 ه/ 1015 م في مدينة الري بإيران، وقيل ولد في مدينة”قم” ثم إنتقل إلى” الري”.

وقد وصفه إبن الأثير “أنه كان رجلاً شهماً كافياً، عالماً بالهندسة والحساب والنجوم والسحر وغير ذلك، ونشأ “حسن الصياح” في بيئة شيعية اثنى عشرية، ولما كانت الري مركزاً لنشاطات الطائفة الإسماعيلية فقد تأثر بذلك، واعتنق الدعوة الإسماعيلية وعُمره سبعة عشر عاماً.

قال “حسن الصياح” عن نفسه في مذكراته: “ظللت حتى السابعة عشرة دارساً وباحثاً في المعرفة، ولكني ظللت على عقيدة أجدادي الاثنى عشرية، وذات يوم التقيت برجل يدع”عميرة زاراب” كان من وقت لأخر يدعو إلى نظرية الخلفاء في “مصر”

كان عُميرة زاراب ذا شخصية قوية، وعندما ناقشني لأول مرة وعرفني مبادئ الإسماعيليةوتحداني انني سأعتنق تلك الفكرة عندما افكر.

كان اعتنق مذهب الإسماعيلية في ذلك السن لابن الصياح دافع له فخلال تجواله يلقي المحاضرات

يجري المناظرات لنشر أفكاره حتى سبقته أخباره إلى حيث يريد، وأخيراً وصل “حسن الصياح” إلى “مصر” في عام 451 ه/ 1055 م بقي الصياح في “مصر” ثمانية عشر شهراً، قابل الخليفة الفاطمي “المستنصر”بالله الذي أكرمه.

كما تلقى “حسن الصياح” في “مصر” علومها بالاضافة إلى تعاليم الإسماعيلية، وحدث في أثناء وجود “حسن الصياح” في القاهر أن عين الخليفة الفاطمي “المستنصر”ابنه الأكبر “”نزار”” ولياً لعهده.

وكان “حسن الصياح” يرى أن تولية “”نزار”” الإمامة بعد أبيه “المستنصر”تتفق مع تعاليم الإسماعيلية التي تشترط في الإمام أن يكون أكبر أبناء أبيه، وبالتالي نادى “حسن الصياح” بإمامة “”نزار”” بعد أبيه “المستنصر”.

وهذا على خلاف ما رأى الوزير”الأفضل بن “بدري الجمالي” “الذي نادى بإمامه” أبا القاسم أحمد” أو كما لقبه جده و خاله””المستعلي” “إبن “المستنصر”الذي كان أصغر سناً من أخيه “نزار”.

وإختلف “حسن الصياح” مع “بدري الجمالي” على أمر خلافة المستنصر، وأدى الخلاف بينهما إلى نزاع داخلي، ورأى “بدري الجمالي” أن وجود “حسن الصياح” في القاهرة خطراً يهدد كيانه فأخذ يكيد له.

ثم زجه في السجن بمدينة “دمياط”، ولم يكتف “بدري الجمالي” بذلك بل عول على أخراجه إلى بلاد المغرب.

طرده من “مصر” على متن مركب للإفرنج إلى شمال إفريقيا غير أن الريح قذفت بالسفينة التي أبحر عليها من الإسكندرية في رجب سنة 457 ه/1059 م إلى سواحل الشام فنزل بثغر عكا وقصد منها إلى حلب فبغداد.

ثم اتجه إلى خوزستان- وكانت في ذلك الوقت مركزاً هاماً للإسماعيلية- ثم سار حسن بن الصياح إلى اصبهان)أصفهان( فوصلها في 451 ه/ 1051 م وأخذ يدعو هناك إلى إمامة الخليفة الفاطمي “نزار”.

متعاوناً في ذلك مع داعي الدعاة “عبدالملك بن عطاش” وابنه” أحمد” الذي كان كذلك من كبار الدعاة الإسماعيليين ، والغريب ان موت “الوزير الافضل” علي يد إبن الخليفة “المستعلي”  وهو الخليفة “الامر بأحكام الله”.

نجد هنا انقسام في صفوف الإسماعيلية إلى فرقتين: الفريق الأول: نادى بإمامة “المستعلي”  بن المستنصر، فسموا “المستعلي” أو الفاطمية في”مصر” أو إسماعيلية وهؤلاء هم الذين إستمرت فيهم الخلافة الفاطمية حتى زوالها.

والفريق الثاني: نادى بإمامة “نزار” الابن الأكبر للخليفة “المستنصر”وسموا ال”نزار”ية أو الباطنية أو إسماعيلية المشرق أو إسماعيلية إيران أو الحشاشين، وقد تزعم هذا الفريق “حسن الصياح” المقيم في قلعة ألموت.

والاغرب ان اصلا الإمام “”نزار”” قد قُتل فمن الذين يحارب الصياح لإمامته.

إتخذ الصياح قلعة ألموت مقر له، فقد كان يريد مكاناً مناسباً، يحميه من مطاردة السلاجقة السنيين،والعباسيين في بغداد و اعداءه الفاطمين في “مصر”.

ويتخذ منه قاعدة لنشر دعوته ، وفي الوقت يكون مستقلاً عن التبعية لشيخ الجبل “عبد الملك بن عطاش” فقد كان الصياح يرغب في أن يبني مجداً خاصاً به ولم يتركوا قلعة ألا ووضعوا نصب أعينهم إحتلالها.

أما “حسن الصياح” شخصياً فقد اختار لنفسه الإقامة في قلعة الموت المنيعة مبنية على صخرة عالية وسط جبال البرز )جبال الديلم( الواقعة جنوب بحر قزوين في مدينة “رودبار”، وترتفع هذه الصخرة عن سطح البحر حوالي 7100 م وتبعد هذه القلعة عن العاصمة الإيرانية طهران حوالي 100 كم.

وقد بنيت القلعة عام 777 ه/ 540 م بطريقة معينة فوق قمة الجبل بحيث لا يكون لها ألا مدخل ومخرج واحد، ولا يُعرف على وجه التحديد من الذي بناها، ولكن الراجح أن بانيها أحد ملوك الديلم القدماء واسماها “الوه أموت” ومعناها “عش النسر”، ثم جددها السلاجقة وأصبحت إحدى حصونهم.

فقد قال إبن الأثير: أن “حسن الصياح” كان يطوف علي اهل الناحية ويخدعهم بالزهد و اللبس البسيط وتبعه كثير من الناس، وإستمال صاحب القلعة )وكان علوياً( فأحسن الظن به وقربه إليه وصار يتبرك به، فلما أحكم “حسن الصياح” أمره واطمأن إلى قوته.

دخل يوماً على الحاكم العلوي بالقلعة وقال أخرج من هذه القلعة، فتبسم العلوي وظنه يمزح، فأمر إبنالصياح بعض أصحابه بأخراج الحاكم، فأخرجوه إلى “دامغان” وإنتزع ماله والقلعة، وقد تمكنوا بهذا الأسلوب من أخذ كثير من القلاع والأماكن الصالحة لبناء القلاع الحصينة.

ومن الأمثلة على ذلك سيطرتهم على قلعة “لامسر” التي تقع في رودبار فقد كان سكانها يرفضون دعوة الحسن.

فأرسل الحسن أحد رفاقه المسمى “كيابرزك أميد” مع جمع من رجالة فتسلق القلعة خفية في ليلة العشرين من ذي الحجة سنة 497 ه/ 1107 م وقتل أهلها.

وأقام برزك آميد عشرين عاماً في هذه القلعة لا ينزل منها ألا عندما يستدعيه الحسن، وهكذا إنتشروا في عدة مناطق من خوزستان، وهضبة الديلم، ومازندران، وقزوين، وكل منطقة رودبار.

كان اعتناق ال”حسن الصياح” العقيدة ال”نزار”ية تطور جديد في تاريخ هذه الدعوة فقد ابتدع نظرية “الإمام المستور esoteric “

والدعوة إليه، مخالفاً بذلك الدعوة الشيعية الإمامية التي كانت تعتمد على نظرية “الإمام الظاهر exoteric ” ونستطيع الان فهم أن “حسن الصياح” إستغل فرصة موت الإمام “”نزار” بن” المستنصر” في السجن.

و قال أن الإمامة إنتقلت إلى أولاده وأحفاده،ولكنهم أصبحوا أئمة غير ظاهرين من باب السرية الأمنية وأصبح هو نائباً للإمام.وإستطاع الصياح أن يستغل الدعوة ل”نزار” خير إستغلال، فأصاب نجاحاً بعيدالمدى، وأفلح في تكوين نظام جديد، وأنشأ دولة إسماعيلية خالصة في وسط دولة العباسيين السنيين.

نال الصياح قداسة عند اتباعة فكان من السهل اقناعهم برفع السيوف ضد الدولة العباسية السنية، كما تلاعب في تفسير لقران لتناسب مع اهواءه وسماه التفسير الباطنية لذلك سميت بالفرقة بالباطنية.

وبعد الصياح تحولت من جماعة سلمية إلى حركة منظمة لها نشاط مثل تنظيم إغتيالات كبار رجال الدولة العباسية وأمرائها منهم الأمير “جناح الدولة حسين” والأمير “خلف بن ملاعب”

و “اتابك الموصل مودود” وقتلو “سنقر البرسقي اتابك الموصل” في جامع “الموصل” العتيق اثناء تأديته لصلاة الجمعة.

بل و أنهم تمكنوا من دخول العديد من الحصون عن طريق الحيلة كسيطرتهم علي مدينة بنياس وبعد الاتفاق مع الفرنجة سلموا هذا الحصن في عام(524 هجريا و1130ميلاديا) وعندها ثار العوام ضدهم.

و تكاتف الكثير من الأعداء ضدهم وفتكوا بهم. وتوسع “الصياح” في البلاد حيث دخل بلاد الشام لإضعاف الدولة “السلجوقية” القوية السنية وإضعاف “العباسية” في “بغداد” و الإستيلاء علي الدولة الفاطمية في “مصر”.

 اثار ذلك حفيظة السلاجقة فبدءوا يفكرون بمواجهة “حسن الصياح” وجماعته عسكرياً، فأمر السلطان “ملكشاة “وزيره “نظام الملك” إرسال حملة عسك رية إلى “قلعة ألموت” فحاصروها وضيقوا عليها.

ولم يستطع الإسماعيلية مواجهة الحملة، وضاق زعيمهم “حسن الصياح” ذرعاً بالحصار، وقرر أن يصنع شيئاً، فأرسل بعض فدائييه ليغتالوا الوزير “نظام الملك” فنجحوا في ذلك سنة 457 ه/ 1097 م وبعد حوالي شهر مات السلطان “ملكشاة”، فرجع العسكر السلجوقي عن حصار القلعة، ولكن هاجم السلطان السلجوقي”بركياروق بن ملكشاة” عام 459 ه/ 1096 م قلاع ال”نزارية”، وإسترد منهم قلعة “خالنجان”، وقلعة” سنمكوه” بعد أن حاصرها حوالي ثمانية أشهر.

كما إسترد بعض القلاع الصغيرة الأخرى، ثم هاجمهم مرة أخرى بعد خمس سنوات وأعمل فيهم القتل والتنكيل، وفي عام 495 ه/ 1104 م هاجم ال”نزارية “بعض أعمال منطقة “بيهق “

وأكثروا القتل في أهلها، ونهبوا أموالهم، وسبوا نساءهم، وهاجموا قوافل الحجاج في منطقة “الري “وقت السحر.

أعملوا فيهم السيف، وغنموا أموالهم وفي عام 700 ه/ 1106 م هاجم السلطان “محمد بن ملكشاة “قلعة “شاهدز” في أصبهان التي كان الباطنية قد إستولوا عليها فإسترجعها.

وقتل صاحبها “أحمدبن عبد الملك العطاش” وفي المحرم من عام 701 ه/ 1109 م سير السلطان “محمد بن ملكشاة وزيره “نظام الملك أحمدبن نظام الملك” إلى قلعة ألموت لقتال “حسن الصياح”

ومن معه من الإسماعيلية ال”نزارية”، فحاصروهم وضيقوا عليهم، ولكن فصل الشتاء جاء ففكوا الحصار.

حاولوا الحشاشين قتل “نظام الملك أحمد” لكنه لم يمت، وقام السلطان “محمد بن ملكشاه” بإرسال حملة للقضاء عليهم في قلعتهم وإستمر الحصار ستة سنوات ألا انه بموت السلطان عادت الحملة

وتوسع نفوذ الحشاشين مرة ثانية، حتي تولي السلطان “سنجر” الذي أمر بمحاربة الحشاشين حتي زوالهم و طلب الصياح الصلح أكثر من مرة ألا انه تم رفضه ولكن بالحيلة جند الصياح أحد الخدم و غرس خنجر في فراش السلطان سنجر، ثم ارسل رسالة مضمونها “لو لم تكن إرادة الخير بالسلطان قائمة لكان الخنجر الذي غُرس في الأرض أجدر به أن يُغرس في صدر السلطان اللين فخاف السلطان” سنجر” وأمر بالصلح.

أرسل الصياح  إلى قلعة “لامسر” طالبا “برزك آميد” وعينه مكانه بعد أن إستشعر الموت وفعلا توفي “حسن الصياح” في السادس من ربيع الأخر من العا 518  هجريا 1142ميلادي بعمر ال90 و بعد أن قضى في قلعة “ألموت” خمس وثلاثين عاماً لم يغادر خلالها القلعة وحتى عندما توفي دفن فيها، لكنه خدع أتباعه حتي في موته انه خرج من سرداب سري ليصعد السماء حتي يعود في نهاية العالم.

ثم تولي برزك آميد بعد الصياح  حتي 531هجريا و1183 ميلاديا الذي لم يتغير في عهد سياسة الحشاشين فظل المقر وظلت أعمال القتل و الإغتيالات ودخل في مدة حكمة العديد من الحروب مع دولة السلاجقة لكنه كان أكثر تسامحا من الصياح.

تولي “محمد إبن بزرك آميد”: فحكم حتي 557 هجريا و1162ميلاديا، ومن بعده الحاكم شديد الغرابة “الحسن بن محمد” الذي حكم حتي 561هجريا و1166 ميلادي فقام بإعلان غريب في شهر رمضان 559 هجريا أعلن قيام القيامة وأنهي الشريعة وأسقط التكاليف وأباح الأفطار ولم يكفيه بل إدعي بأنه إبن “بزرك آميد” من الناحية الظاهرية لكنه بالباطن إمام العصر وأنه من نسل “نزار” إبن “المستنصر”.

جاء بعده “محمد بن الحسن” حتي عام 6و7هجريا و1210 ميلادي أكمل ما أقره السابق ورسخ فكرة ان القيامة قامت وساعده في ذلك الهوان الذي كانت فيه خلافة السلاجقة وضعفهم وظهور التركمان و الدولة التركية.

مسك بعده زمام الامور “جلال الدين الحسن إبن محمد”: حتي عام 618هجريا و1221ميلاديا والذي كفر أبائه ولعنهم وأعاد الإسلام مرة ثانية وأحيا الشعائر ووصل حبل المودة مع باقي العالم الإسلامي وأرسل لهم برقيات تعبر عن مدي صدق مشاعره ففرح العالم الإسلامي بذلك وبادلوه وسمي هذا العهد بعهد المسلمين الجدد.

ألا ان الفكرة لا تموت فبعد موته تولي “علاء الدين محمود إبن محمد بن الحسن” حكم من 1222ميلادي إلى 1255 ميلادي وهو عمره 9 سنوات فتحكم به وزير ابيه وخالف حكمه اباه واعاد الالحاد و العربدة وارتكاب الخطايا وإنتشرت السرقة والإرهاب.

تنتهي هذه الحقبة “بركن الدين بن محمد” (شمس الشموس) من سنة 1255 إلى 1258: وفي حكمه دخل المغول و حطموا كل معالم الإسماعيلية وظل يتقدم ويستولي علي اراضيهم حتي إستسلم ر”كن الدين”

وسلمه قلعة “ألموت” و40 قلعة أخري و قتله وكان بذلك الانتهاء من دولة الحشاشين سياسيا في فارس وقيل انه هرب ابنه “شمس الدين” من بطش “هولاكو” إلى جنوب بلاد القوقاز

جاء من نسله سلسلة من الائمة حتي القرن ال19 ومنهم أغا خان، وخلال هذه المدة ظهر الحشاشين عندما تعاون معهم الظاهر بيبرس1273 ميلادي لتوظيفهم فيما يجيدنه من أعمال إغتيال لمصلحة الإسلام ضد الصليبين، ويقول إبن بطوطة انهم كانوا يُستأجرون ايضا في القرن الرابع.

يعد مبدأ التقية من أهم مبادئ الحشاشين حيث التورية والكذب والاختفاء بين العموم، كما لم يكن هناك اي ما يمنع من التحالف مع الصليبين أو الاعداء مثلا في عام (569ه -1173م) ارسل “راشد الدين سنان”

وفدا إلى “أملريك” ملك بيت المقدس لعقد اتفاق ضد “نور الدين” ولمح له انه وقومه يرغبون في التحول إلى المسيحية مقابل الغاء الضريبة، ومرة أخري بعد “نور الدين” اتفقوا مع الفرنجة علي قتل “صلاح الدين”

والقيام بانقلاب في القاهرة لعودة “الفاطمية”, وكان من ضمن تعاملاتهم الخائنة تعاون اليهود معهم لخدمة اهدافهم ويحاربون جوارهم ويسكنون معهم، كما اغدق عليهم الفرنجة والزنكين الاموال كي يغتالو “صلاح الدين الايوبي”

فكانوا يدخلون في الحروب معه علي انهم جنود في صفه ثم يديرون له ليقتلوه.

كانت الخيانة التي تجري مجري الدم خيانة حتي لانفسهم عندما حوصرت قلعة “ألموت” من قبل “هولاكوا” كان وزير “ركن الدين” اسمه “الخواجة نصير الدين الطوسي” فهرب من معتقله وتحالف مع “هولاكو” فعينه “هولاكو” وزير له في علم التنجيم وبني له مرصدا.

المصادر

https://books.google.com.eg/books?id=IG5oDgAAQBAJ&pg=PT39&lpg=PT39&dq=%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A+%D9%88+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B4%D8%A7%D8%B4%D9%88%D9%86&source=bl&ots=41pGpebO_P&sig=ACfU3U1pgnwrDqSXaHQnOELZSyI8Qvccww&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjcxuz4s4TpAhXK3YUKHafKBicQ6AEwAnoECAkQAQ#v=onepage&q=%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A8&f=false

(الإسماعيليون: تاريخهم وعقائدهم)

الحشّاشون فرقة ثوريّة في تاريخ الإسلام

مقالة الحشاشون لفاطمة ناعوت

اقرا ايضا

حروب الجيل الرابع بين الحقيقة و الخيال

الفاروق أمر بإزالة منبره.. قصة أول مسجد بني في مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى