التضحية والشهادة: قصة سمية بنت خياط أول شهيدة في الإسلام

تنتشر الآن بين المسلمين سؤال حول هوية أول شهيدة في الإسلام؟ تلك المرأة التي بُشرت بالجنة من قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تحملت أقسى أنواع العذاب من قِبَلِ كفار قريش قبل أن تُجبر على الشهادة. عندما توفيت هذه المرأة، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى ابنها عمار بن ياسر: ‘قتل الله قاتل أمك’
من هي أول شهيدة في الإسلام
أول شهيدة في الإسلام هي سمية بنت خياط، وهي أم حمزة بن عبد المطلب، وهو أخو النبي محمد صلى الله عليه وسلم. توفيت سمية بنت خياط بعد أن أصيبت بجروح خلال معركة أحد حين كانت تحمل ماءً للمجاهدين في الحرب. تعتبر سمية بنت خياط أول امرأة استشهدت في سبيل الله في التاريخ الإسلامي، وهي أحد الصحابيات الجليلات اللواتي ضحوا لأجل دينهم.
“في كتابه ‘أسد الغابة في معرفة الصحابة’، أشار ابن الأثير إلى أن أول شهيدة في الإسلام كانت تُدعى سمية، أمة لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي. وكان ياسر بن عامر حليفًا لأبي حذيفة وتزوجها بها. وقد وُلد لهما ابن يُدعى عمار. بقي كلاً من ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة حتى وفاته. عندما أسلم أبو حذيفة وعمار وأخوتهما عبد الله وسمية، أسلموا جميعًا.

سمية بنت الخياط
في وسط ألم العذاب، أبت سمية رضي الله عنها الانحناء للضغط أو الركوع أمام الجور، بل ظلت واقفة بإيمانها القوي وصبرها الذي لا ينكسر. انبثق حب الله في قلبها، واستمرت في حفظ كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم التي ألهمتها القوة والصمود. رغم معاناتها والعذابات التي تعرضت لها، بقيت سمية واقفة بكرامة، ولم تخضع للظلم والتهديد. حتى في وجه الألم، بقيت قوية وواثقة، ورفعت رأسها عاليًا ممتثلة لأمر الله، وظلت تردد كلمات الصبر والثبات.

بوجه مثابر وقلب صامد، أبتت سمية رضي الله عنها أن تركع للظلم والاستبداد. حتى في لحظات العذاب الشديد، لم تستسلم للظروف المحيطة بها. وكانت ردة فعلها تعكس إيمانها العميق والثقة الراسخة في قضاء الله وقدره. فرغم تعرضها لأقسى أنواع العذاب، بقيت واثقة أن الله سيكون لهم موعد في الجنة، وكررت في نفسها أن الصبر هو مفتاح الجنة، متحديّة بذلك جبروت الظالمين وثباتها أمام التحديات والمحن.