قدمت إدارة النادي الأهلي تحركًا جديدًا في سوق الانتقالات، حيث تقدمت بعرض رسمي للتعاقد مع المدافع المغربي بلعمري، لاعب نادي الرجاء، ضمن مساعٍ واضحة لتدعيم الخط الخلفي في الفريق خلال المرحلة المقبلة، وذلك استجابةً لطلب المدير الفني ييس توروب الذي يسعى لتعزيز القدرات الدفاعية قبل انطلاق الجزء الحاسم من الموسم. ويأتي هذا التحرك في إطار خطة شاملة وضعتها الإدارة الحمراء لتجديد دماء الفريق بعناصر تمتلك خبرة دولية وقدرة على صناعة الفارق.
ووفقًا للتصريحات التي أدلى بها الإعلامي خالد الغندور في برنامجه “ستاد المحور”، فإن العرض المالي الذي قدمه الأهلي لنادي الرجاء لم يتجاوز 500 ألف دولار، مستغلًا اقتراب نهاية عقد اللاعب مع ناديه المغربي، والذي ينتهي بنهاية الموسم الجاري، ما يمنح الأهلي إمكانية التفاوض بقيمة مالية أقل مقارنة بأي صفقة انتقال حر محتملة خلال الصيف المقبل. ويمثل هذا الطرح محاولة جادة من الأهلي لحسم التعاقد مبكرًا قبل دخول منافسين جدد على خط المفاوضات.
وأضاف الغندور أن الإدارة الأهلاوية لم تكتفِ بالتفاوض مع نادي الرجاء فحسب، بل تواصلت أيضًا مع اللاعب نفسه، وقدمت له عرضًا شخصيًا براتب سنوي يصل إلى 800 ألف دولار، إلا أن المفاوضات ما زالت تراوح مكانها بسبب تمسّك بلعمري بالحصول على راتب يتجاوز مليون دولار سنويًا. وهو الشرط الذي لم توافق عليه إدارة الأهلي حتى اللحظة، في ظل تمسكها بسقف رواتب محدد لضمان الحفاظ على استقرار غرفة الملابس.
وأشار الغندور إلى أن اللاعب لا يمانع الانتقال للنادي الأهلي، لكنه يفضل الانتظار حتى انتهاء عقده الحالي مع الرجاء ليصبح لاعبًا حرًا، ما يتيح له الحصول على قيمة مالية أكبر من خلال منحة التوقيع دون الحاجة لتقاسمها مع النادي المغربي. وهو ما يعكس، بحسب الغندور، حرص اللاعب على تعظيم مكاسبه المالية قبل اتخاذ أي قرار نهائي بشأن مستقبله، خصوصًا في ظل وجود اهتمام من أندية أخرى تسعى لضمه خلال الموسم المقبل.
وفي سياق متصل، أوضح الغندور أن إدارة الأهلي تتعامل مع الملف بحذر وهدوء، حيث تدرس جميع خياراتها بعناية، سواء بشأن إتمام الصفقة خلال الفترة الحالية أو تأجيلها إلى الانتقالات الصيفية. ورغم تمسكها بعدم رفع العرض المالي، فإن رغبة النادي في ضم اللاعب ما زالت قائمة، نظرًا لما يمتلكه من خبرات كبيرة وقدرات دفاعية يحتاجها الفريق في مراحل المنافسة المقبلة.
وأكد الغندور أن موقف بلعمري خلال الأسابيع المقبلة سيكون حاسمًا في تحديد مسار الأهلي بخصوص تدعيم خط الدفاع، سواء بالاستمرار في المفاوضات معه أو التوجه للبحث عن بدائل أخرى داخل سوق الانتقالات. مشيرًا إلى أن الجهاز الفني على تواصل دائم مع الإدارة لمتابعة مستجدات المفاوضات للتأكد من اختيار الخيار الأمثل للفريق.
وفي ظل هذا المشهد، يبقى مستقبل الصفقة مرهونًا بقرار اللاعب النهائي، خصوصًا مع تمسك الأهلي بثوابته المالية، وحرص بلعمري على تحقيق أقصى استفادة ممكنة مع اقتراب انتهاء عقده. وبين المفاوضات القائمة والحسابات الفنية والمالية، يترقب الجمهور ما ستسفر عنه الأيام المقبلة بشأن واحدة من أبرز صفقات الشتاء المحتملة داخل القلعة الحمراء.
