
تراجعت الأسهم الأوروبية، اليوم الإثنين، فيما أشارت العقود الآجلة في وول ستريت إلى مزيد من الخسائر، في وقت تلقى فيه الين الياباني وعوائد السندات دفعة قوية بعد تصريحات توحي بأن بنك اليابان يدرس رفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.
ضغوط على مؤشرات أوروبا
ورغم تحسّن نسبي شهدته الأسواق العالمية الأسبوع الماضي بدعم توقعات خفض الفائدة الأمريكية في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي ديسمبر المقبل، عادت مؤشرات أوروبا للتراجع؛ إذ هبط مؤشر «ستوكس 600» بنسبة 0.6% وسط موجة عزوف عن المخاطرة، كما انخفض «فوتسي 100» البريطاني 0.2%، و«داكس» الألماني 1.5%. وتراجع مؤشر «MSCI» للأسهم العالمية 0.1%.
وجاءت الضغوط متزامنة مع تراجع أسهم قطاع الدفاع، عقب مباحثات وصفتها واشنطن وكييف بـ«البنّاءة» بشأن اتفاق سلام محتمل مع روسيا.
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، سجلت العقود الآجلة الأمريكية انخفاضًا جماعيًا؛ حيث تراجع «ستاندرد آند بورز 500» المصغر 0.8%، و«ناسداك» المصغر 1.1%، مع ترقب الأسواق خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول لاحقًا اليوم.
هبوط بيتكوين وصعود الذهب
وفي مؤشر آخر على تجنب المخاطرة، انخفض سعر بيتكوين بنسبة 6.4% إلى 85,347 دولارًا، بينما صعد الذهب إلى أعلى مستوى في ستة أسابيع مسجلًا 4,248.99 دولار، مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.
رهانات رفع الفائدة في اليابان
وقال محافظ بنك اليابان كازو أويدا إن البنك سيناقش إيجابيات وسلبيات رفع الفائدة في اجتماعه المقبل، ما أشعل التكهنات بتحرك نقدي محتمل. وقفز الين إلى 155.49 ينًا للدولار، فيما صعد عائد السندات لأجل عامين لأعلى مستوى منذ يونيو 2008، قبل أن يعود الدولار ليستقر قرب 154.79 ينًا خلال التداولات الأوروبية.
وترى فيونا سينكوتا، كبيرة محللي السوق لدى «سيتي إندكس»، أن تجدد احتمالات رفع الفائدة يعيد المخاطر إلى ما يعرف بـ«تجارة الفائدة» التي يعتمد عليها المستثمرون في تمويل استثمارات عالية المخاطرة.
تحركات العملات والسندات
وانخفض مؤشر الدولار 0.4% إلى 99.06، بينما ارتفع اليورو بالنسبة نفسها إلى 1.1646 دولار. كما صعدت عائدات السندات الأوروبية مع اقتراب صدور بيانات التضخم لمنطقة اليورو، ولامس العائد الألماني لأجل عامين أعلى مستوى له منذ مارس.
في المقابل، أظهرت بيانات مديري المشتريات ضعف قطاع التصنيع في أوروبا وكبرى اقتصادات آسيا خلال نوفمبر، بفعل ضغوط الطلب المحلي وارتفاع القلق بشأن الرسوم الجمركية.
ترقب بيانات أمريكية مهمة
ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع بيانات أمريكية حول التصنيع والخدمات ومعنويات المستهلكين، قبل اجتماع الفيدرالي يومي 9 و10 ديسمبر، حيث تشير التوقعات إلى احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة 93.9% وفق بيانات LSEG.
وقال فرانشيسكو بيسول، خبير العملات في «ING»، إن البيانات المنتظرة قد تكون «الفرصة الأخيرة» للأسواق لإعادة تقييم مسار الفائدة، فيما يرى محللو «ستون إكس» أن المعنويات ستظل قوية إذا ظهر تباطؤ اقتصادي معتدل دون ركود.
ارتفاع أسعار النفط
وعلى صعيد السلع، ارتفع خام برنت 1% ليصل إلى 62.99 دولار للبرميل، بعد توقف صادرات خط أنابيب بحر قزوين إثر هجوم بطائرة مسيرة، إلى جانب توترات جديدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، فيما أبقت «أوبك+» على مستويات الإنتاج دون تغيير في الربع الأول من 2026.




