كشفت دراسة حديثة أن التقليل من تناول اللحوم الحمراء واستبدالها بالبقوليات قد يكون المفتاح لصحة أفضل وعمر أطول، إذ تبيّن أن هذا التغيير البسيط في النظام الغذائي يساعد على خفض الكوليسترول الضار وإنقاص الوزن، ويحسّن أداء القلب والدماغ والأمعاء على حد سواء.
النظام النباتي.. فائدة للجسم والكوكب
الدراسة التي نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية في أغسطس 2025، أكدت أن التحول إلى البروتين النباتي لا يصب في مصلحة البيئة فقط، بل ينعكس إيجابيًا على الصحة العامة أيضًا. فالأشخاص الذين تناولوا البقوليات بدلًا من اللحوم الحمراء لاحظوا انخفاضًا واضحًا في مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار (LDL)، وهي العوامل الأكثر ارتباطًا بأمراض القلب والشرايين.
لماذا تُعد اللحوم الحمراء خطرة؟
لطالما حذّر الخبراء من الإفراط في تناول اللحوم الحمراء لما تحمله من دهون مشبعة تؤدي إلى انسداد الشرايين وارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما وجدت أبحاث أخرى أن الإفراط في استهلاكها قد يتسبب في التهابات بالأمعاء وتسريع الشيخوخة الدماغية، فضلًا عن زيادة احتمالية الإصابة بالخرف.
نتائج الدراسة الجديدة
شملت الدراسة 102 مشاركًا قُسموا إلى مجموعتين: الأولى اعتمدت على البقوليات مثل العدس، الفاصوليا، الحمص بدلًا من اللحوم، والثانية استمرت في نظامها المعتاد. وبعد ستة أسابيع فقط، سجّل أفراد المجموعة الأولى فقدانًا ملحوظًا في الوزن وتحسنًا في مؤشرات الكوليسترول مقارنة بالمجموعة الثانية.
فوائد البقوليات.. غذاء متكامل
تُعد البقوليات مصدرًا ممتازًا للبروتين والحديد والألياف، وتحتوي على دهون مفيدة مثل الدهون المتعددة غير المشبعة التي تدعم صحة القلب وتحسّن الذاكرة ووظائف الدماغ. كما أنها تمنح شعورًا بالشبع لفترات أطول، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للراغبين في إنقاص الوزن دون حرمان.
نصائح غذائية
توصي الدراسة بعدم التوقف المفاجئ عن اللحوم، بل الاستبدال التدريجي في الوجبات اليومية. فمثلًا، يمكن استخدام العدس في وصفات الكشري أو الفاصوليا في أطباق المكرونة بدلًا من اللحم المفروم. كما يُنصح بتعويض فيتامين ب12 عبر المكملات الغذائية أو تناول منتجات الألبان والبيض، خاصةً لمن يتبع نظامًا نباتيًا صارمًا.
خلاصة القول
تؤكد نتائج البحث أن تبديل اللحم بالبقوليات ليس مجرد نزعة غذائية، بل أسلوب حياة صحي، يمكنه أن يحمي القلب، يحافظ على الوزن، ويمنح الجسم طاقة خفيفة ونظيفة. خطوة بسيطة على المائدة، لكنها تحدث فرقًا كبيرًا في صحتك ومستقبلك.
