ارعبوا بلد بأكملها.. قصة شقيقين قاما بقتل 11 شخص بنفس الطريقة والسبب غريب
ابتُلي العالم على مدار التاريخ بالعديد من السفاحين المتسلسلين، الذين ارعبوا العالم وقاموا بالعديد من جرائم القتل البشعة، وفى السطور التالية سوف نرصد لكم قصة سفاحان صنفوا بين أخطر 10 سفاحين فى الشرق الأوسط، حيثم ارعبوا بيروت بسبب جرائمهم.
سفاح لبنان
وقام السفاحان والذي يدعيان جورج وميشال تانليان، وهما شقيقين سوريّين عاشا في لبنان لمدّة طويلة، حيث كان الشقيقان يختاران الضحايا ويقتلانهما بدمٍ بارد، وأكثر من ذلك، وكانا يتناوبان على عمليّات القتل، إذ نفّذ ميشال ثلاث عمليّات قتل قبل أن يستلم جورج المهمّة عن شقيقه، حيث قام الشقيقان بقتل 11 ضحية وبنفس الطريقة.
جرائم قتل متكررة
حيث شهدت بيروت في 2011 عدد من جرائم القتل المتكرره بنفس الطريقة والغريب في ذلك أن اغلبهم من سائقي التاكسي وبينهم إمرأة واحدة وعريف في الجيش اللبناني، حيث تتم عملية القتل برصاصة بالرأس من مسدّس 7. 5 ملم ثمّ يقومان برمي الجثّة على قارعة الطريق وإشعال السيّارة، حيث أدركت القوات الأمنية أنّها أمام سفاحٍ لا يتكرّر إلّا كلّ خمسين عاماً مرة، ولذلك، حوّلت مخبريها وعناصرها إلى سائقي تاكسي لعلّها تفلح في إلقاء القبض على الجاني، ولكن من دون جدوى.
نهاية الشقيقان
وفي ليلة 12/11 /2011 شهدت بيروت نهاية جرائم الشقيقان، بعدما تمكنت القوى الأمنية الداخلية فى بيروت من الإيقاع بهما، ففي تلك الليلة، ذهب الشقيقان كعادتهما لـ «اصطياد» ضحيّتهما أوقفا تاكسي لإيصالهما إلى كازينو لبنان، فجلس ميشال إلى جانب السائق وجورج في المقعد الخلفيّ، وما إن وصلا إلى الدّورة، حتّى طلب جورج من السائق التوقّف بالقرب من كنيسة مار مارون كي يصطحبا معهما صديقاً، وهكذا كان توقّف السائق فأشهر جورج مسدّسه وأطلق عليه رصاصةً واحدة في رأسه كانت كفيلة بقتله على الفور، ليقوم الشقيقان برمي جثّته إلى جانب الطّريق بعد تفتيشها وسرقة ما فيها، زهقت روح السائق هاغوب مقابل مئة وستين دولارا أميركيا لا غير!
الجريمة الثانية
وبعد الانتهاء من جريمتهم الأولي في هذه الليلة قام الشقيقان بأكمال طريقهما للإيقاع بضحيّة جديدة، بطريقة مختلفة قليلاً عن تلك التي سبقتها، عند جسر الواطي، شاهدا شاباً واقفاً إلى جانب الطّريق، فتحا الشبّاك ليطلب الأخير ممن ظنّه سائق تّاكسي توصيله إلى منزله، ولكن العسكري زياد ديب لم يصل إلى منزله، بل ذهب إلى محاذاة مجرى نهر بيروت وأوقف السيّارة، ليشهر مسدّسه ويطلب من ديب فتح باب السيّارة ووضع رجل واحدة خارجها، ثمّ إعطاءه كلّ ما في جيبته. لم يشفع لديب المال الذي أعطاه للرجلين، بل طلب منه جورج أن يلتفت إلى الجهة الثانية ثمّ أطلق عليه النّار ليقع مباشرةً خارج السيّارة. كانت الغلّة في هذه الجريمة: 100 ألف وجهازا خلويا من نوع «نوكيا».
بداية السقوط
ذهبا الشقيقان إلى منزلهما وبيدهما 340 ألف ليرة لبنانيّة وراديو وهاتف، وارادوا بيع الهاتف، أوجد ميشال شارياً جاره الذي كان يريد دفع 100 ألف ليرة بعد أن قام بتجربة الهاتف من خلال وضع الشريحة، وهما كانت بداية سقوطهما حيث كانت تتابع القوى الأمنيّة، التي كانت تراقب كلّ شاردة وواردة خاصة بالهاتف، باعتباره هاتفاً عسكريّا وتملك الرقم التسلسلي الخاص به، أن الهاتف استخدم في هذا الموقع الجغرافي.
بدأت التحريّات وجمع الخيوط إلى أن تمّت مداهمة المنزل، حيث عثر بداخله على ما يؤكّد قيام الأخوين تانليان بجرائمهما كالمسدّس والراديو المنزوع من سيارة التاكسي.
اعترافات الشقيقان
قام الشقيقان بالاعتراف بجرائمهما، من دون تحديد الأسباب التي دفعتهما إلى ذلك وعندما مثلا أمام قاضي التّحقيق العسكريّ حاول جورج تبرئة شقيقه من دون تمكّنه من ذلك لأكثر من دليل ثابت عليه، كمحاولته بيع الهاتف، والتفاصيل التي أدلى بها من دون وجود جورج، ولم يكن جورج أثناء استجوابه مختلفاً عمّا بدا عليه أثناء تنفيذ جرائمه، بل كان يجيب على الأسئلة ببرودة السفّاح، مجيباً أنّ عدد ضحاياه: 10 ما عدا العسكريّ. كانت الصّدمة أكبر حينما سأله أبو غيدا عمّا إذا كان يشعر بالنّدم بعد كلّ عمليّة قتل، ليجيب: «القليل من النّدم ثم النّوم ثم كأس ويسكي».
المثول أمام المحكمة
وبعد هذه الاعترافا مَثُل الشقيقان أمام المحكمة العسكريّة الدائمة بالكاد تحدّث ميشال الذي أنكر وجوده مع شقيقه لحظة ارتكابه جرائمه، فيما كان «النجم» هو الشقيق الأصغر: جورج، ابن الـ46 عاماً كان كثير العصبيّة إلى حدّ طلب رئيس «العسكريّة» العميد حسين عبدالله من العسكريين إخراجه من القاعة لبعض الوقت، ريثما يعود إلى طبيعته، وذلك بعد أن تشاجر الموقوف مع محاميه الذي طلب من المحكمة تكليف طبيب نفسي للكشف عليه بسبب معاناته من اضطرابات عقليّة، ليردّ جورج بانفعال: «أنا طبيعي، ولست مجنوناً»، سائلاً محاميه بصوتٍ عالٍ: «انت معي أو عليّ؟ ما تفوّتني بقصص مجنون ومش مجنون».
اما بالنسبة لجورج فكان له رواية مختلفة عن أسباب قتل العسكريّ والسائق (بعد أن نفى قتله الـ9 الآخرين)، والتي لم يوردها سابقاً لا أمام «العسكريّة» ولا أمام قاضي التّحقيق ولا حتّى أمام «المعلومات». يعترف الموقوف بقتل الرجلَين، لينفي في المقابل تهمة السرقة، قائلاً: «أنا معي مصاري، مش محتاج 100 ألف ليرة، أنا كنت أعمل في تصليح السيّارات وكان معي نصف مليون دولار وبدل السيارة لديّ خمس».
كما سرد جورج وقائع الليلة التى سقط فيه هو وشقيقه ليشير إلى أنّه ذهب مع هاغوب في السيّارة وظنّ أن الشخص الجالس إلى جانبه (العسكريّ) على معرفة بالسائق ولذلك، ما إن شعر أنّه يمدّ يده إلى جيبه حتّى أطلق النّار على رأسه وأرداه قتيلاً، نافياً أن يكون قد استولى على أمواله أو حتّى معرفته بأن الرّجل قد مات، أمّا الهاتف، فيشير جورج إلى أنّه بقي في السيّارة بعد أن قام هاغوب بفتح الباب ورمي الجثّة إلى جانب الطّريق، ثم أكملا الطّريق بعد أن وعده هاغوب بأنّه سيحضر المال من أحدهم. وعليه، توقف السائق عند الدورة، ولمّا شعر جورج أن الرّجل أتى به إلى منطقة نائية ويريد كسب الوقت لعدم إعطائه المال، قتله على الفور، وساله عبدالله «بماذا شعرت قبل أن تستلّ المسدس؟»، ضاعت الكلمات من رأس الموقوف فأجاب بجملٍ متقطّعة: «نعم توتّرت كيف الواحد بيتوتّر داخلياً إيه فزعت، بس أنا صاحب حق».
كانت رواية الموقوف لا تُصدَّق، حتّى أن عبدالله قال له: «كيف يمكن لشخص رأى أمام عينه جريمة قتل لشخصٍ لا تعرفه، أن يكسب الوقت ولا يعطيك المال ويأخذك إلى منطقة نائية؟».
اقرأ أيضاً.. 20 جارد وربع مليون جنية في الحصة.. القصة الكاملة لـ مدرسة الأحياء