
منذ بداية الخليقة فان الانسان عرف العلاقات الاجتماعية بين افراده و التى تداخل و تتشابك فيما بينها كما ان حياة الانسان لا تسير دائما وفق ما يحب فكثير من الناس تدخل في علاقات حب و منا ما يستر و منها ما يناهى
و الحب فطرة غريزية للانسان و يختلف الحب باختلاف المحب و المحبوب ايضا فحب الام لابنائها و العكس و حب الشقيق لشقيقته و العكس غير حب الصديق لصديقه او صديقته و حب الزوج لزوجته و العكس فلكل من هذه الأنواع اسبابه و دوافعه الخاصة به
و مما يقع فيه اغلب الناس هو الحب المتبادل بين الذكر و الانثي و الذي ينتهى اما بالارتباط و الزواج و اما بالفراق و هذا النوع يسبب وجعا كبيرا في نفس الانسان لا يقل درجة عن الوجع الحسي
و ذكر بعض الباحثين من علماء النفس ان الفراق او الانفصال بعد الحب بين الرجل و المرأة يساوى اعراض انسحاب المخدر من قسم المدمن و ان الشخص الذي تعرض لفراق حبيبه يعانى نفس الاعراض
و نبين هنا اربع اوهام في عقل الشخص اذا تجنبها كانت فترة الم الفراق قصيرة للغاية
الوهم الاول و سببه العقل الباطن و الذي يذكر الشخص دايما بمحاسن الشخص الذي تركه كما يذكره باجمل اللحظات التى عاشوها سويا و يتجنب ذكر المساوئ و اللحظات المرة بينهم مما يشعر الشخص انه فقد انسان يكاد يكون ملاكا و للتغلب على هذا الوهم يجب تذكر صفات الشخص الذي انفصل بكل حيادية و موضوعية بحلوها و مرها
الوهم الثانى الذي يسببه العقل للشخص الموجوع هو ان تلك الاحاسيس الجميلة و الذكريات الحلوة التى عاشها مع حبيبه الذي تركه لن تتعوض و لن يحسها مع غيره ابدا و هذا وهم لان كل شخصية لها احساس خاص و جديد و لو صادف في المستقبل شخص مناسب فسوف تتجدد هذه الاحاسيس الرقيقة و اكثر منها
الوهم الثالث و هو ان الشخص المتروك يشعر انه معاب و ان حبيبه تركه لانه وجد من هو افضل منه و اقل عيوبا و هذا الوهم ليس صحيح لان كل انسان به العيوب و المميزات التى تتفاوت بين الاشخاص فان تركك لعيب ما فانه سيد عيوب ايضا في الشخص الجديد
الوهم الرابع و هو الامل في عودة المحبوب الى حضن حبيبه و في حالات كثيرة قد حدثت العودة بين المفترقين بالفعل و لكن على الشخص المتروك الا ينخدع و الا يجرى وراء هذا الوهم لان حبيبه لو تركه من اجل حب جديد فهو قد اطفئة شمعة حبيبه الاول فيجب الا ينتظر منه شئ