يشهد صباح اليوم السبت إقبالًا ملحوظًا من المسلمين على البحث عن أذكار الصباح، لما لها من أثر بالغ في تهدئة النفس، وتحصين الروح، واستقبال اليوم بطاقة إيجابية تعين على العمل والعبادة. وتُعدّ هذه الأذكار من السنن اليومية الثابتة التي داوم عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لما تتضمنه من معانٍ إيمانية تُذكّر المسلم بعظمة الخالق، وتمنحه الطمأنينة في بداية نهاره.
وتحتل أذكار الصباح مكانةً بارزة في حياة المسلمين، إذ يبدأ كثيرون يومهم بقراءتها بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس، وفقًا لما أوصى به العلماء. وتشمل هذه الأذكار مجموعة من الآيات القرآنية والأدعية النبوية الصحيحة، التي تُردّد بصوت خافت أو يُجهر بها الإنسان بما يضمن له حضور القلب وخشوعه.
ومن أبرز هذه الأذكار: آية الكرسي التي تعد من أعظم آيات القرآن الكريم، لما تحمله من معانٍ في التوحيد والحفظ، بالإضافة إلى قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات، وهي سور تمنح قارئها حماية من الشرور والحسد والوساوس. كما تتضمن الأذكار قول: «اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور»، وهو دعاء يجدد العهد مع الله ويُشعر المسلم بقربه من ربه في بداية يومه.
ويلتزم كثيرون أيضًا بذكر الدعاء الشهير: «أصبحنا وأصبح الملك لله»، لما يتضمنه من تسليم كامل لله عز وجل، بجانب الأدعية الخاصة بالتحصين مثل: «حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم»، الذي يُقال سبع مرات صباحًا ومساءً. وتُعد هذه الأذكار حصنًا منيعًا للإنسان، وتساهم في تقوية الجانب الروحي والتخفيف من الضغوط اليومية.
ويؤكد علماء الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية أن المحافظة على أذكار الصباح تزيد الإيمان وتحقق العبودية الصادقة، بل وتعدّ بابًا من أبواب الرزق والطمأنينة، مشيرين إلى ضرورة استحضار النية عند ترديدها حتى ينال المسلم ثوابها كاملاً. كما يشددون على أنها ليست مجرد كلمات تُقال، بل عبادة قلبية وروحية عميقة تربط الإنسان بخالقه في بداية اليوم.
ومع ازدياد الوعي الديني في الفترة الأخيرة، تزايدت عمليات البحث عبر المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي عن نصوص الأذكار الصحيحة، حرصًا من المواطنين على قراءتها بصورة ثابتة. وقد دعت المؤسسات الدينية إلى نشر هذه الأذكار بين أفراد الأسرة وتعويد الأطفال عليها، لما لها من أثر في بناء شخصية متوازنة ومطمئنة.
وفي هذا السياق، يواصل المسلمون اليوم السبت أداء أذكار الصباح، طلبًا للراحة النفسية، وسعيًا لبدء يومهم ببشارة الخير وحفظ الرحمن، في وقت يحتاج فيه الجميع إلى ما يعينهم على تجاوز ضغوط الحياة اليومية واستقبال ساعات النهار بثقة وطمأنينة.
