
تحدث النجم الكبير أنور وجدي في أحد حواراته لمجلة الكواكب عن تجربة شخصية غريبة عاشها في شبابه، كانت كفيلة بأن تغيّر مفهومه المثالي عن الحب والزواج إلى الأبد.
حلم الرومانسية المثالية
قال وجدي:
“حين كنت شابًا، كانت فكرتي عن الحب والزواج مثالية جدًا، كنت أراهما جنة من صنع قلبين، فيها الأشجار والبلابل والقمر الساطع، ولم أكن أتصور الزواج إلا كاتحاد روحي بين شخصين يعيشان في انسجام بعيدًا عن صخب الدنيا.”
سامية.. الحلم الذي تلاشى في لحظة
ويضيف وجدي أنه كان يحب فتاة تُدعى سامية، رآها نموذجًا للزوجة المثالية بجمالها الهادئ الذي يوحي بالشعر والخيال. قرر أن يتقدم لخطبتها خاصةً أن والده كان صديقًا لوالدها، فتهيأ صباح أحد أيام الربيع، واصطحب معه باقة من أجمل الزهور متجهًا إلى بيتها.
اللقاء الذي لم يتوقعه
يروي أنور وجدي تفاصيل اللحظة قائلاً:
“دخلت الصالون فوجدت والدها جالسًا يقرأ صحيفة. حيّيته بأدب فبادلني ردودًا مقتضبة لا روح فيها، فشعرت بتوتر غريب، ثم فجأة سمعت طرقًا على الباب، وتصورت أنها سامية، فتهيأت لاستقبالها، لكن المفاجأة كانت بدخول أمها غاضبة تصرخ في وجه زوجها: تقدر تقول لي ليه حضرتك سبت الأطباق على الترابيزة؟”
خناقة أنهت قصة حب
وقف وجدي مذهولًا أمام مشهد الشجار اليومي بين الزوجين، يقول:
“جلست أتابع المشهد في صمت، وهي توبخه على زرار الجاكيت والسرير غير المرتب، بينما هو يشعل غليونه غير مبالٍ. وفي تلك اللحظة خطر لي أن الفتيات كثيرًا ما يشبهن أمهاتهن، فتخيلت نفسي في المستقبل في الموقف ذاته، وقررت في صمت أن أنسحب من هذا الارتباط قبل أن يبدأ.”
وداع سامية وبداية جديدة
يختم وجدي حكايته قائلاً:
“انصرفت بهدوء من بيت سامية، وتوجهت إلى حبيبتي الأخرى سناء، وكان الجو رائقًا، الزهور فتحت ذراعيها للشمس، والطيور تغني، وكأن الطبيعة تشاركني فرحة الهروب من مصير لم يُكتب لي.”
تلك الحكاية العفوية كشفت جانبًا إنسانيًا طريفًا من شخصية أنور وجدي، الرجل الذي أحب الفن والخيال، لكنه في لحظة واقعية واحدة، اكتشف أن الزواج ليس دائمًا قصة من الشعر، بل حياة تحتاج إلى حكمة أكثر من الرومانسية.



