أعظم المعارك الحربية: غزوة بدر.. “صيام وقتال ثم انتصار”
في السابع عشر من شهر رمضان الكريم، عام 624 ميلاديا، وتحديد العام الثاني من الهجرة، كانت الأرض غير الأرض، والسماء غير السماء، الشمس تضيء الكون، ودرجة الحرارة قاتلة، بينما الجميع صائمون في اليوم السابع عشر من شهر رمضان الكريم، ولكن في هذه الأثناء دقت ساعة الحرب والقاتل، وكان حتمًا على المسلمين أن يسجلوا في كُتب التاريخ أحداث هذه الغزوة الشهيرة وهم صائمون، ويكتبوا النصر العظيم على المشركين في أولى المعارك التي جمعت بينهما.
اسم المعركة
سميت الغزوة التي تعد من أعظم معارك التاريخ، بـ”غزوة بدر الكبرى، أو يوم الفرقان”، كانت قوات المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجيوش المشركين من قريش ومن حالفهم بقيادة عمرو بن هشام، الشهير بـ”أبوجهل”، حيث سميت بهذا الأسم نسبة إلى بئر بدر الذي يقع بين مكة والمدينة.
السبب المباشر
المعركة الشهيرة خرج المسلمين من المدينة المنورة، والمشركين من مكة المكرمة، حيث بدأت باعتراضَ المسلمين عيرٍ لقريشٍ متوجهةٍ من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريشٌ وخرجت لقتال المسلمين.
عدد الجيشين
كان عددُ المسلمين في غزوة بدر 300 وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، وكان جيش قريش 1000 رجلٍ معهم 200 فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريباً.
الحنكة في الجهيز
بعدما وصل الرسول محمد والمسلمون إلى مكان المعركة نزلوا عند أدنى ماء من مياه بدر، فقال الحباب بن المنذر للرسول: «يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل؟ أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟»، قال: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة»، قال: «يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض يا رسول الله بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من الآبار، ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماءً ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون»، فأخذ الرسول محمد برأيه ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار.
تشجيع القائد
كان لتشجيع الرسول لأصحابه أثرٌ كبيرٌ في نفوسهم ومعنوياتهم، فقد كان يحثهم على القتال ويحرضهم عليه، ومن ذلك قوله لأصحابه: “قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض”، فقال عمير بن الحمام الأنصاري: “يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟”، قال: “نعم”، قال: “بخٍ بخٍ”، فقال الرسول محمد: “ما يحملك على قول: بخٍ بخٍ؟”، قال: “لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها”، قال: “فإنك من أهلها”، فأخرج تمرات من قرنه (جعبة النشاب) فجعل يأكل منه، ثم قال: “لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة”، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتل.
الخسائر من الجيشين
درات أحداث المعركة في المنطقة سالفة الذكر، وبالفعل انتهت بانتصار المسلمين على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام، حيث قتل من قريش 70 رجلاً وأُسر منهم 70 آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى 14رجلاً، 6 منهم من المهاجرين 8 من الأنصار.