“أطلنطس”.. أسرار القارة “المدفونة” أسفل “أبو الهول”

أطلنطس

اشار العراف العالمي والمستبصر المشهور Edgar Cayce، في كتاباته ان الناجين من القارة المفقودة اطلنطس، قد دونوا عن حياتهم وعن الكارثة التي المت بهم، وقد دفنها اخر الناجين تحت اقدام تمثال ابو الهول.

اما عن ابو الهول نفسه فلم يعرف من نحته نفسه ولم يذكر حتي اسمه الاصلي الذي امر ببناءه او نحته ان يتسمي به، ولا حتي في عهد من نحت، ولكن توالت عليه الاسماء خاصة انه كان احد الارباب المصرية الحامية، وقد تم تسميته ب حور أم اخت، ومعناه حورس في الافق اي انه ليس باسم ولكنه وصف لحالة الحراسة التي يقوم بها وانه يفصل بين مملكة الاحياء في الشرق و الاموات في الغرب، فيعد موضوعه في حد ذاته نمذجة فتخيل ان يربض اسد بوجه انسان ذو هيئة محارب في مدخل الاهرامات من شرقها مواجه وجهه نحو النيل، الشرق، الحياة.

لم يكن لهذا التمثال اي شيء يدل علي كيانه الا معبد الوادي الخاص به وقد كان يقام فيه الطقوس الدينية و تقدم فيه القرابين، وقد يكون تم بناءه بعد ابو الهول بفترة زمنية، يقع معبد ابو الهول الى الشمال من معبد الوادي للملك خفرع، ويدل الازدواج الموجود في تكوين المعبد علي إحكام حكم مصر بقطرايها، فنجد فيه ممرين، مجموعتين من الغرف، مدخلين (حسن،1999،ص66).

اما اسم sphinx فقد اطلقه اليونان عليه و قد استمدوا منه اله شبيه بابو الهول ولكنه انثي ذات جناحي نسر، وذيل ثعبان، راس انثي و جسد اسد، وهي ابنة اورثس )الكلب ذا الراسين) وقد قتله هركل، وتلك السيدة sphinx كان عرشها علي حدود مدينة طيبة لتمنع المتطفلين من الدخول فكانت تسالهم سؤالين اولهم ما هو المخلوق الذي له صوت واحد ولكن له أربعة أقدام في الصباح وقدمان بعد الظهر وثلاثة أقدام في الليل؟ أي شخص يكافح من أجل الإجابة أكله الوحش. ومع ذلك ، تمكن أوديب من الإجابة بشكل صحيح. أجاب “الرجل” ، الذي يزحف على أربع عندما كان رضيعًا ، يمشي على اثنين كشخص بالغ ، ويحتاج إلى عصا المشي عندما يكبر.

وتتبعه بسؤال اخر وقالت أختان تلد إحداهما الأخرى وتلد الأولى بدورها. من هما؟” الإجابة الصحيحة هي “ليل نهار” ، وهما كلمتان مؤنثتان في اللغة اليونانية. بعد أن أجاب أوديب على السؤالين بشكل صحيح ، قتلت أبو الهول نفسها ، إما بإلقاء نفسها من على الصخرة التي استراحت عليها ، أو عن طريق التهام نفسها. يبدو أن هذه هي الطريقة الأدبية التي انتقل بها الإغريق القدماء من الممارسات الدينية القديمة ، ممثلة بأبو الهول ، إلى الممارسات الجديدة وإنشاء الآلهة الأولمبية ، التي يمثلها أوديب.

لم تكن المرة الوحيدة التي تم تمثيل راس انثي علي جسد اسد ذكر، فقد تم ذلك بالفعل من قبله عندما امرت الملكة حتشبسوت ان ينحت لها تمثال ابو الهول برأسها، في متحف الميتروبوليتان، وهو مصنوع من الجيرانيت الاحمر، عندما ارادت الملكة تاكيد شرعيتها فقد تم نحت التمثال عليه الخراطيش و نحتت لها اللحية المستعارة المستقيمة التي تعود الي الفرعون الشرعي، و الكوبرا التي تحطمت للاسف.

ايضا هناك طريق كطريق الكباش موجود لمسافة 2,700 كيلومتر يحفه في نهايته تماثيل لابو الهول في نفس حجم تماثيل الكباش علي اليمين و اليسار، بين معبد الكرنك والاقصر مرورا بمعبد موت، وقد تم تشييد هذا الجزء من الطريق خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم قام الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين بتشييد الجزء المتبقي من الطريق الذي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس آدمية، وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية مزودة بقنوات صغيرة استخدمت في توصيل مياه الري للأحواض. وقد تم إضافة بعض الملحقات للطريق في عصور مختلفة، مثل: استراحات للزوارق، ومقياس للنيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى التي كانت تقام على الطريق مثل أعياد الأوبت وعيد الوادي الجميل وغيرها، وحمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، ومخازن لحفظ أواني النبيذ.

• ابو الهول

يمتد أبو الهول 73,5 طول و 6 متر عرض و20,22 متر إرتفاع هذا التمثال المنحوت من نوع واحد من  الصخر ويتكون من 3 طبقات. أما خفرع يتكون من المعبد الجنائزي – معبد الدفن، هناك إقتراحات انه تم نحت ابو الهول أخر عندما شارف هرم خفرع ان ينتهي حيث تم تحجير أحجار خفرع من منطقة ابو الهول قبل ان يتم نحته. ثم هرم منكاور رع الذي بني من نفس مكان تحجير هرم خوفو. أما مقبرة خنتكاوس بنت منكاوراع تظهر مسطبة 46,50X45,5 و10 متر إرتفاع وتتكون من الحجر الجيري وتم جلب تلك الأحجار من 3 أماكن فى الشمال الغربي والجنوب غرب و الجنوب شرق، وهي أخر ما تم إستخدامه من أحجار هضبة أهرامات الجيزة (Kawae and Kamel,2011,pp864) ولكن يظل ابو الهول لغزا، فمن غير المعلوم من الذي بناه ولا لمن يعود ذلك الوجه، وقد يكون من الوارد ان يكون سابقا للاهرامات فقد تم عبادته من قبل خفرع، وكان يتم الحج اليه (حسن،2001، ص200).

• تاريخ ابو الهول

يظهر ابو الهول العظيم في جسم اسد قوي غير مكبل بالاجنحة، وله راس انسان وله لحية كلحية أوزير وبين مخلبيه يوجد لوحه الحلم التي تعود الى الملك تحتمس الرابع،  لم يصل الباحثون الى العصر الذي نُحت فيه ابو الهول ولا من قام بنحته ولم يتم العثور ابدا على نقش يوضح التفاصيل(حسن، 1999، ص84)، أما ما ذكره المأرخون عنه قال عبد اللطيف البغدادي الذي يشير ان جسم ابو الهول كان مدفون تحت الرمل فقال وعند احد الاهرامات راس بارز يسميه الناس ابو الهول ويزعمون ان جثته مدفونه تحت الارض، وفي وجه حمره ودهان.

المقريزي في كتاب خطط المقريزي وصف ابو الهول في زمانه سنه 780 هجريا، فقال ان الشيخ محمد صائم الدهر وهو احد الصوفية قام وسار الى الهرم وشوه وجه ابو الهول للحد من المنكرات.

علي مبارك، قال ان الاسم القديم لابو الهول كان بلهيب (حسن، 1999، ص87).

يظهر أثر الانسان أيضاً ما قام به من ترميم لابو الهول الذي يعد جزء من أحجار الهضبة وما جري عليه من ترميمات كما يظهر فى شكل 1-14يظهر أن الحجر الجيري المبني منه أبوالهول هو من الصخور اللينة لذلك تعرضت للتعرية وبدأت فيه عمليات الترميم منذ 1400 سنة قبل الميلاد وإستمرت شكل (14-1)، حيث تم تغليف الصخر الأصلي للتمثال ومرت عمليات الترميم بالآتي:

• المهندس الفرنسي أيميل برايز سنة 1925 إلى 1926 حيث أنه إهتم بالتجوية الحاصلة فى جسم التمثال.
• كما رممه الرومان من أحجار صغيرة من الطوب التي لاتزال موجودة حتي الأن، لكن تدهورت بسبب أنه مكونة من الحجر الجيري الأبيض الناعم.
• الترميمات الأفضل هي التي حدثت فى عهد قدماء المصريين الذين إستخدموا الأحجار الصلبة فى الترميم، تحدثنا لوحة الحلم التي تمت فى عهد تحتمس الرابع والمؤرخة ب 1400 قبل الميلا والتي تحكي عن تحتمس عندما كان لايزال ولي العهد، حيث خرج فى رحلة صيد فنام فى ظل أبو الهول فحلم به وهو ينبئه بشأن عظيم بشرط أن يقوم بترميمه، وهي تعد أقدم أعمال ترميم لأبوالهول.
• رممته هيئة الآثار من سنة 1980-1990(Hawass and Lehner,1994, pp. 30).

إسكتش 14-1: يوضح الترميمات القديمة لجسم أبوالهول (Hawass and Lehner,1994, pp. 30)

جيولوجية أبو الهول:

نُحت أبو الهول من الصخر الأصلي من تكوينات المقطم التي نتجت عن تراجع البحر الإيوسيني من حوالي 500 مليون سنة في جنوب شرق الهضبة، حيث تكونت بحيرة ضحلة وجد بها الشعاب المرجانية وبمرور السنين ة تحجر الطين و الكربون فكونوا طبقات من الحجر الجيري التي تم منها بناء الأهرامات.

• أما أبو الهول فيتكون من تكوينات المقطم التي تنقسم الي:
• العضو الأدني:

الطبقة الأدني من التمثال وتتكون من بقايا الشعاب المرجانية وترتفع الي 12 قدم في الجزء الأخير من أبو الهول وفقط من 2-3 أقدام فقط في أرجله الأمامية.

• العضو الأوسط:

يشكل معظم جسم أبو الهول وهي سبعة من الطبقات المتتابعة من الصخور اللينة و الصلبة.

• العضو الأعلي:

يكون الأجزاء العليا من جسم أبو الهول من الرقبة أما الرأس فتكوينها أصلب من رقبته وهو الحجر الجيري الصلب، وهذا ما يفسر تأكل الرقبة أكثر من الرأس Hawas and Lehner,1990, P30-33)).

• أما الطبقة الأدني من التمثال هي الأكثر ليونة لأنها مكونة من الشعاب المرجانية.

عند تحديد عمر أبوالهول فهناك نظرية تشير إلي أن بنائه تم من نفس نوع الصخر لمقبرة دبحن 2472-2490ق.م ،ولكن مقبرة دبحن تظهر شكل تجوية مختلف عن ما يظهر علي أبوالهول ،لهذا فالنظرية تقر أما أن أبوالهول أكبر سننا، أو أنه تعرض لفعل المياة الجوفية بشكل أكبر أدي إلي اختلاف درجة التجوي

المراجع:

• سليم حسن، 1999، ابو الهول تاريخه في ضوء الكشوف الحديثة، مكتبة لاسرة، القاهرة.
• Hawas, Z., 1996, Studies in honor of William Kelly Simpson, Vol 1, Department of Ancient Egyptian, Nubian, and Near Eastern Art, Museum of Fine Arts, Boston.
• Kawae, and H. Kamei,2011, Geomorphological Aspects at the Giza Plateau in Egypt during the Age of Pyramid Building, (Chigaku Zasshi), Journal of Geography, Japan, The 100s: Significant Exposures of the World, No. 1

Lehner, M., Giza plateau mapping project, University of Chicago, United states of America