

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن المسلم مطالب بالتحقق من مصدر المال عند قبول الهدية أو الدعوة، موضحًا أنه ينبغي الاطمئنان إلى أن المال المقدم من مصدر حلال خالص لا تشوبه شبهة حرام أو ريبة.
وأوضح جبر خلال حديثه في برنامج «اعرف نبيك» المذاع على قناة الناس، مساء الجمعة 25 أكتوبر 2025، أن من علم أن الشخص الذي يقدم له الهدية أو الدعوة ماله من مصدر محرم أو مهنة لا يقرها الشرع، فيجوز له رفض الهدية أو الاعتذار عن الدعوة، خصوصًا إذا كان في الأمر نوع من المنّ أو محاولة التأثير النفسي على المتلقي.
وأضاف أن بعض الناس قد يقدمون الهدايا لتحقيق مصالح شخصية أو لإسكات النصيحة أو شراء المواقف، وهو ما لا يليق بخلق المسلم، مؤكدًا أن قبول مثل هذه الهدايا لا يجوز شرعًا لأنها تفسد النية وتضعف المروءة.
وبيّن الشيخ يسري جبر أن على المسلم أن ينصح صاحب المال الحرام بلطف ورحمة دون فضيحة أو تشهير، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانًا».
وأشار إلى أنه من الحكمة في بعض المواقف أن يقبل المسلم الدعوة دون تناول الطعام مراعاة لخاطر الداعي، كأن يعتذر بأنه صائم أو يكتفي بالدعاء والذكر، مؤكدًا أن الرفق واللين في التعامل مع العصاة هما السبيل إلى إصلاحهم وهدايتهم.
واختتم جبر حديثه بالتأكيد على أن الرحمة والخلق الحسن هما جوهر الدعوة الإسلامية، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان بخلقه الرفيق سببًا في هداية القلوب وتقويم السلوك، داعيًا إلى نشر الوعي بأحكام المال الحلال والحرام بين الناس بالحكمة والموعظة الحسنة.




