الأخبارتوب ستوري

شيخ الأزهر: البعد الأخلاقي متغلغل في بناء الإسلام.. ولهذه الأسباب غابت الفضائل عن العرب

تحدث لإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال تقديمه برنامج ” الإمام الطيب”، عن الأسباب التي أدت إلى غياب القيم الأخلاقية والفضائية الإنسانية عن مجتمعاتنا خلال العقود الماضية.
وأكد أن الإسلام بكل ما اشتمل عليه من عقيدة وعبادة وأحكام فقهية، مرتبط بالأخلاق ارتباطا وثيقا، لا نحتاج في بيانه إلا أن نتأمل قليلا بعض آيات القرآن الكريم، وبعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى «إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر» وقوله «كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون».
وقال “الطيب”، إن غياب العديد من القيم الأخلاقية والفضائل الإنسانية عن مجمعاتنا في العقود الماضية، كان من أهم أسباب التغيرات المتسارعة، التي فقدنا فيها الكثير من خصائصنا كأمة إسلامية وعربية، عرفت بالكرم والمروءة والسماحة.

أركان الإسلام ومكارم الأخلاق

وأضاف أن السمو الأخلاقي مقصد واضح،  وغرض أساسي من إقامة أركان الإسلام، والتي هي الصلاة والصيام والزكاة والحج، مؤكدا أن العبادات في الإسلام، ومكارم الأخلاق الإنسانية، وجهان لعملة واحدة، لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، فالبعد الأخلاقي متغلغل في بناء الإسلام عبادة وشريعة وسلوكا، وهو ما يتضح في قوله – صلى الله عليه وسلم- “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

وحذر الإمام الأكبر من أن العبادات في الإسلام، من صلاة وقيام وصوم وحج وغيرها، إذا لم تستند إلى ظهير خلقي؛ فإنها لا تفيد صاحبها يوم القيامة، وتتركه على أبواب جهنم، مستشهدا بالمرأة التي كانت تصوم النهار وتقوم الليل، لكنها كانت تؤذي جيرانها بلسانها، فلم ينفعها كثرة صيامها وقيامها بشيء في الآخرة، بل ذهبت بكل ذلك إلى النار، وذلك في مقابل المرأة التي كانت تقتصر في عبادتها على صيام رمضان فقط، وعلى الصلوت الخمس المكتوبة، لكنها كانت تحفظ لسانها، وتتصدق ببقايا طعامها، كيف نفعها حسن الخلق وأدخلها الجنة.

الإسلام والخلق الحسن

 وأشار إلى أن التلازم العجيب بين الإسلام وبين الخلق الحسن، حتى في باب العبادات التي يقصد منها وجه الله وحده، أمر يستلزم اليقظة والتنبه لهذا المعنى الذي يغفل عنه الكثيرون، ويكتفون بمجرد أداء الصلاة، والقيام، وصوم رجب وشعبان، وتكرار العمرة والحج، ولا يبالون بعد ذلك بمظالم العباد وأكل حقوقهم وإيذائهم وإساءة معاملتهم.
ويذكر أن برنامج «الإمام الطيب» يذاع على عدد من القنوات في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية لفضيلة الإمام الأكبر على «فيسبوك»، وقناة فضيلته الرسمية على اليوتيوب، والصفحات الرسمية للأزهر ‏الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى