توب ستوريخدمي

أسعار الذهب اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025 في السعودية

شهدت الأسواق السعودية حالة من الهدوء الحذر بعد استقرار سعر الذهب عيار 21 عند مستوى 446 ريالًا، وهو الثبات الذي وصفه خبراء الاقتصاد بـ”المُحيِّر”، خاصة في ظل الموجة القوية من التقلبات التي ضربت أسواق المعادن الثمينة خلال الأيام الماضية.

هذا الاستقرار المفاجئ دفع العديد من المستثمرين والأسر السعودية إلى التساؤل حول ما إذا كانت هذه المرحلة مجرد “هدنة مؤقتة” قبل موجة ارتفاع جديدة، أم بداية لاتجاه هابط أكثر حدة.

ويأتي هذا المشهد في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي اضطرابات واسعة، متأثرًا بتحركات الدولار الأمريكي، وسياسات الفائدة، والتوترات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على أسواق الذهب باعتباره الملاذ الأكثر شهرة في أوقات عدم اليقين.

تفاوت الأسعار يضغط على الأسر والمستثمرين

بحسب آخر تحديثات السوق، بلغ سعر الذهب عيار 24 507.25 ريالًا، وهو أعلى سعر يسجله هذا العيار خلال الفترة الأخيرة، بينما سجل الذهب عيار 21 سعر 446 ريالًا، بفارق كبير يصل إلى 126.75 ريالًا بين العيارات، وهو الرقم الذي يعكس حالة عدم الاستقرار التي يعيشها السوق.

وتستمر هذه التقلبات في التأثير على الأسر السعودية التي تعتمد على الذهب كأداة ادخارية أو كجزء من تجهيزات الزواج. وتقول “أم محمد”، وهي ربة منزل من الرياض: “خسرت 500 ريال من قيمة أساوري خلال يوم واحد، ولا أعرف هل أبيع الآن أم أنتظر؟ السوق لم يعد مفهومًا.”

وتعكس هذه الشهادة حالة القلق المنتشرة داخل الشارع السعودي، خاصة بين النساء اللاتي يعتمدن على الذهب كـ”خزينة آمنة” تحفظ قيمتها مع الزمن، بينما تفرض الظروف الاقتصادية الحالية تحديات مختلفة تمامًا.

تحليلات الخبراء: الاستقرار مؤقت وتقلبات جديدة قادمة

يرى المحلل المالي د. عبدالله السويلم أن الاستقرار الحالي لا يعكس أي توجه مستدام للأسعار، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تقلبات قد تكون أكثر حدة.

وقال السويلم إن الذهب يعتبر مؤشرًا حساسًا لحالة الاقتصاد العالمي، وإن ارتباطه بحركة الدولار والفائدة الأمريكية يجعل توقع مساره أمرًا بالغ الصعوبة.

وأضاف:
“المشهد الحالي يذكرنا بأزمة 2008، لكن الظروف العالمية اليوم أكثر تعقيدًا بسبب تداخل عوامل سياسية ومالية ونقدية.”

كما أشار إلى أن الأسعار ربما تتأثر في الفترة المقبلة بإعلانات البنوك المركزية العالمية حول مستويات الفائدة، فضلًا عن اتجاهات التضخم والركود المحتملة.

تأثير مباشر على التجار والأفراد

وعلى مستوى التجار، أكد أحمد، صاحب محل مجوهرات في جدة، أن حركة البيع والشراء أصبحت أكثر بطئًا خلال الأسبوع الأخير. وقال إن تردد العملاء أصبح كبيرًا، خصوصًا العرسان الذين يترقبون انخفاض الأسعار قبل اتخاذ قرار الشراء.

وأضاف: “الأيام الماضية شهدت إلغاء العديد من الحجوزات بسبب خوف الزبائن من تراجع الأسعار مرة أخرى.”

وأوضح أن الفترات ذات الأسعار المستقرة – وإن كانت قصيرة – تمثل فرصة لبعض المستثمرين الذين يمتلكون خبرة وقدرة على قراءة السوق، مثل المستثمر خالد العتيبي الذي تمكن من تحقيق أرباح تجاوزت 15% عبر عمليات شراء مدروسة خلال لحظات استقرار السوق.

نصائح استثمارية لتفادي الخسائر

ينصح خبراء الاستثمار بعدة خطوات لتجنب الوقوع في فخ الخسائر خلال هذه المرحلة:

  • عدم استثمار أكثر من 10% من المدخرات في الذهب.

  • متابعة حركة السوق بشكل مستمر قبل اتخاذ أي قرار.

  • الابتعاد عن الشراء أو البيع أثناء فترات التقلب المفاجئ.

  • اعتماد استراتيجية طويلة الأجل بدلًا من المضاربات السريعة.

ويشير الخبراء إلى أن الذهب سيظل ملاذًا آمنًا، لكن الدخول فيه دون استراتيجية واضحة قد يؤدي إلى خسائر قد تمتد لسنوات.

السوق في انتظار الإجابة الحاسمة

ورغم حالة الهدوء النسبي التي يعيشها السوق الآن، فإن السؤال الأهم يبقى مطروحًا:
هل يشهد الذهب ارتفاعًا جديدًا، أم يتجه نحو مرحلة هبوط حادة؟

المراقبون يؤكدون أن المشهد لا يزال ضبابيًا، وأن المستثمرين مطالبون بدرجة عالية من الحذر حتى تتضح اتجاهات السوق العالمية، خاصة مع اقتراب نهاية العام وما تحمله عادة من قرارات اقتصادية قد تعيد تشكيل المشهد المالي بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى